بينما اعتمد وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، سليمان بن عبدالله الحمدان، التصاميم الجديدة لمشروع مطار أبها الإقليمي، الذي يجري تنفيذه برفع الطاقة الاستيعابية للمطار من 1.500 مليون مسافر إلى 13 مليونا سنويا في مرحلته النهائية، كشف مساعد رئيس الهيئة العامة للمطارات، المهندس طارق العبدالجبار لـ"الوطن"، أن الهيئة حرصت على رفع مستوى الكفاءة التشغيلية، وقامت بإجراء دراسة هندسة قيمية للمشروع وتطوير التصميم ليفي بالغرض المطلوب منه، مؤكدا أن الهيئة تقوم بمجموعة من المشاريع التطويرية في المطارات الداخلية والإقليمية والدولية لمواكبة النمو المستمر في حركة المسافرين في مدن المملكة، وتجهيز وتطوير البنية التحتية لقطاع الطيران للانطلاق ضمن رؤية المملكة  لعام 2030.




مطار أبها الإقليمي

أشار العبدالجبار إلى أن مشروع تطوير مطار أبها الإقليمي من ضمن هذه المشاريع التطويرية، حيث يمثل ركيزة أساسية من ركائز التنمية التي تحرص الدولة على تحقيقها في مختلف مدن المناطق والمحافظات، ويحقق إستراتيجية الهيئة العامة للطيران المدني في تشغيل المطار تشغيلا محوريا لخدمة الإقليم الجنوبي الذي بدأت الهيئة في تشغيله محوريا مع بداية نوفمبر الجاري، خصوصا أن مدينة أبها تمثل منطقة جذب سياحي لسكان المملكة والدول المجاورة، وهناك متابعة مستمرة للمشروع من أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، ومؤخرا كانت هناك زيارة اطلع فيها على سير العمل بالمشروع، وكذلك المتابعة والتوجيه من وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني سليمان بن عبدالله الحمدان لإنجاز المشروع وفق أعلى المعايير والجودة.




المراحل الثلاث

أوضح العبدالجبار أن مشروع تطوير مطار أبها الإقليمي يتكون من ثلاث مراحل تنتهي المرحلة الأولى منه عام 2018.

وسترتفع عدد السيور المخصصة للأمتعة من سير واحد حاليا إلى 5 سيور بعد الانتهاء من المرحلة الأولى، مما سيسهم في تقليل مدة انتظار المسافرين، وستكون هناك جسور تصل بين الصالات والطائرات بعدد 11 جسرا لركاب، بينما لا توجد حاليا بالمطار أي جسور، وستكون هناك مواقف سيارات بسعة 3000 سيارة ومسجد بسعة 1000 مصل، وكذلك مبان للأرصاد وحماية البيئة ولإدارة المطار والملاحة الجوية، وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل، حيث ستبلغ الطاقة الاستيعابية للمشروع بنهايته إلى 13 مليون مسافر سنويا. وينطلق العمل في المرحلة الثانية لتزيد الطاقة الاستيعابية للمطار لتصل إلى 9 ملايين مسافر في المرحلة الثانية، وعلى جسور تصل بين الصالات والطائرات بعدد 24 جسرا لركاب ومواقف سيارات بسعة 6000 سيارة. وستصل الطاقة الاستيعابية للمطار في المرحلة الثالثة إلى 13 مليون مسافر سنويا وبعدد 36 جسرا للركاب، وترتفع مواقف السيارات لتكون بسعة 10 آلاف سيارة.




مواصفات المطار الجديد

يتضمن تصميم مطار أبها الجديد العناصر الأساسية لصالات ركاب المسافرين في أي مطار، وأحدث التقنيات الذكية لتسهيل حركة المسافرين من أنظمة ذكية لمعلومات السفر، حيث إنها تقوم بتوجيه المسافر إلى البوابة الخاصة عبر الجوازات للرحلات الدولية والتفتيش للرحلات الداخلية والدولية، وسيتم ذلك من خلال تركيب أنظمة استشعار في مناطق معينة داخل صالات الركاب وربطها مع كل مسافر من خلال جهاز الجوال عن طريق البلوتوث أو الواي فاي.




قاعات استقبال فاخرة

أوضح العبدالجبار أن المطار الجديد يحتوي على قاعات استقبال فاخرة لتلبية حاجات المسافرين على درجات رجال الأعمال والدرجة الأولى، وسيتم تجهيز هذه الصالات بأحدث تقنيات الترفيه، وروعي في التصميم معايير المباني الصديقة للبيئة، وستتم الاستفادة من الإنارة الطبيعية ومن مياه الأمطار، ويتضمن المشروع محطة لتكرير مياه الصرف، حيث يعاد استخدامها كما ستكون هناك مواقف ذكية للسيارات تعتمد على نظام دفع آلي وذاتي. وتم تخصيص مواقف لسيارات الأجرة بالإضافة إلى مواقف السيارات لفترات طويلة.




مشروع وطني

شكلت هذه الخطوة التي تندرج ضمن مشروع (وطني) للمطارات المحورية، قفزة نوعية في تأثير التشغيل المحوري على الحركة الجوية لمطار أبها، حيث زادت نسبة أعداد المسافرين عبر المطار إلى 5 % في الفترة من 1 إلى 9 نوفمبر الجاري، إضافة إلى زيادة في عدد الرحلات بما نسبته 9 % خلال هذه الفترة القصيرة.

وأبدى المسافرون الرضا التام على المشروع المميز الذي أطلقته الهيئة لتوفير الرحلات وربط سكان المنطقة الجنوبية ببعضها، ووفق إحصائية أعدتها إدارة المطار، تجاوزت نسبة رضا المسافرين على هذه الخطوة أكثر من 85 % من أعداد المسافرين.

ويعتبر مطار أبها ثاني مطار محوري في المملكة بعد مطار حائل الذي تم اختياره للمنطقة الشمالية ضمن مشروع (وطني)، بهدف دعم الخطوط التي تنخفض بها الحركة الجوية، وإيجاد حلول عملية مناسبة لتوفير خدمة النقل الجوي لجميع أرجاء الوطن، وتوفير خيارات واسعة أمام المسافرين، والعمل على تحسين نوعية الخدمات المقدمة في المطارات من خلال منح الركاب إمكانية اختيار الوصول إلى وجهاتهم المفضلة من خلال المطارات المحورية التي سيجري زيادة عدد رحلاتها من وإلى المطارات الرئيسية.


12 مهندسا سعوديا

قال عبدالجبار إن 12 مهندسا سعوديا من الإدارة العامة للخدمات الهندسية بقطاع المطارات يعملون في مشروع مطار أبها، ويقومون بمراجعة المخططات والمواد واعتمادها والإشراف على تنفيذها، والتأكد من مطابقتها المواصفات والاشتراطات المطلوبة ورفع كفاءة أداء التنفيذ. وروعي في المشروع الجديد التعاون مع جميع الجهات الحكومية العاملة في المطار، منها الجوازات والجمارك والمرور والشرطة والقوات الجوية والأرصاد وحماية البيئة، لتحقيق احتياجاتها التي تواكب التطور الذي يشهده المطار.




مطار محوري

كانت الهيئة العامة للطيران بدأت مطلع نوفمبر الجاري في تشغيل مطار أبها الإقليمي ليكون مطارا محوريا لخدمة المنطقة الجنوبية، وتم اختيار شركة ناس للطيران لتكون الناقل الجوي الوطني لقطاع جنوب المملكة بعد توافق إمكاناتها وجاهزيتها مع متطلبات الهيئة، وأطلقت الشركة في الأول من نوفمبر الجاري أولى رحلاتها الجديدة بين مطار أبها المحوري ومطارات المنطقة الجنوبية (الباحة وجازان وبيشة ووادي الدواسر)، بهدف ربط سكان المنطقة بغيرها من مناطق المملكة. وسيشكل مطار أبها المحوري دعما اقتصاديا واجتماعيا للمنطقة الجنوبية، ويسهم في تعزيز النشاط الاقتصادي، وتم ربط المطار في المرحلة الأولى بكل من الباحة وجازان وبيشة ووادي الدواسر بمعدل رحلة يومية لكل محطة، عبر طائرات من نوع إيرباص A319 التي تضم 8 مقاعد درجة الأعمال و132 مقعدا بالدرجة الاقتصادية.