بعد استكمال شهر كامل منذ انطلاق عملية تحرير الموصل من داعش، سقط عشرات المدنيين أمس بين قتيل وجريح، عقب غارات شنتها مقاتلات التحالف الدولي، بالإضافة لقصف نفذته ميليشيا الحشد على مدينة تلعفر الواقعة غرب الموصل، في الوقت الذي أعلنت فيه جمعية الهلال الأحمر العراقية أول من أمس، عن ارتفاع أعداد النازحين إلى أكثر من 79 ألفا منذ انطلاق عملية التحرير التي تقودها القوات العراقية مدعومة بطيران التحالف الدولي.

ونقلا عن وزارة الدفاع العراقية، فإن 15 عنصرا داعشيا على الأقل قتلوا، في ضربات جوية استهدفت أماكن تحصنهم في شرق الموصل، كما أن 57 عنصرا على الأقل قتلوا جراء غارات على عدة مواقع في جنوب المدينة وبالقرب من مناطق حمام العليل.

وفي الشمال، فقد حرك الجيش العراقي عددا من قواته من منطقة محيط تلكيف شمال الموصل، باتجاه شرقها لدعم القوات التي تخوض معارك عنيفة هناك، في وقت يبدي التنظيم المتطرف مقاومة عنيفة ويستخدم النساء والأطفال دروعا بشرية، بالإضافة إلى زرع الألغام والمراوغة برفع الأعلام البيضاء.

وكانت القوات المسلحة قد حاولت التوغل في كل من أحياء القاهرة والكفاءات والحدباء، إلا أن المقاومة الشرسة من قبل عناصر التنظيم، أجبرتها على التراجع إلى مواقعها في منطقتي السادة وبعويزة.


دعم جديد

خاضت وحدة تصليح الآليات التابعة لقوات مكافحة الإرهاب معركة من نوع آخر في الموصل، فعلى الرغم من وجود عناصرها في الخطوط الأمامية، إلا أنهم مصممون على قتال التنظيم، حيث يؤكدون على أن وجودهم في المناطق الأمامية يزيد من دعم القوات المسلحة، ويعزز من إصلاح أية أعطال قد تواجه العربات المسلحة.

وفي الوقت الذي تتقدم فيه القوات نحو المحور الشرقي من المدينة، تواجه قوات مكافحة الإرهاب عوائق كثيرة، أبرزها يتمثل في خطر العبوات الناسفة المزروعة في عدة أماكن، بالإضافة إلى رصاصات القناصة المحترفين الذين يتحصنون في الأبنية وبين المدنيين. في حين يعزز وجود مثل هذه القوات من سرعة إصلاح الأعطال التي تواجه العربات والمدرعات المقاتلة التابعة للجيش العراقي.


خلافات ما بعد التحرير

أوضحت بعض التقارير المطلعة أن هنالك خلافا علنيا يدور بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، بشأن السيطرة على أراض في الموصل بعد استعادتها من أيدي داعش، بالرغم من أن عملية الاستعادة الكاملة لم تلح في الأفق. وخلال المعركة، يسعى إقليم كردستان العراق إلى الاستحواذ على أكبر قدر من الأراضي حول الموصل، في وقت يخيم الخلاف بين الحكومة المركزية والإقليم، وعاد إلى الظهور من جديد. وكان بارازاني قد صرح خلال زيارته لبلدة البعشيقة الأربعاء، أنه تم الاتفاق مع الأميركيين على عدم الانسحاب من المناطق الكردستانية، إلا أن حكومة بغداد عارضت هذا التوجه، ورد مكتب العبادي بالقول إن الاتفاق المبرم بين بغداد وكردستان ينص تحديدا على انسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة.