لن تستقيم أمور السياسة الفلسطينية سوى عبر المصالحة الوطنية بين فتح وحماس. ومن غير ذلك، لا أمل للفلسطينيين في التقدم خطوة على طريق تحقيق دولتهم المستقلة.

يعرف ذلك كل من محمود عباس (أبومازن) وخالد مشعل (أبوالعبد)، وكلاهما يدرك إن الارتماء بين أحضان الجهات الإقليمية لن يعيد اللحمة الفلسطينية إلى ما كانت عليه أيام الراحلين ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين.

حتى المتناقضات قد تتعايش مع بعضها البعض، وتشكل دولا تختلف في اللغة والتاريخ، وتتشارك في المصير والمستقبل.

أعجب من شعب أرضه محتلة ومشرد على أرضه وفي أربع جهات الأرض، لا يتفق على مبدأ أساسي هو مقاومة الاحتلال ودحره، ومن ثم الاختلاف على شكل نظام الحكم.

ألا يستطيع هذا الشعب أن يتعظ من الاحتلال ولو لمرة واحدة في الاختلاف في الداخل والائتلاف على الخارج؟

وأكبر مثل على ذلك الموقف الإسرائيلي من حزمة الحوافز الأميركية لتجميد الاستيطان في الضفة الغربية لمدة 3 أشهر والمناورات التي تخوضها الحكومة الإسرائيلية مع الإدارة الأميركية لتحقيق أكبر المكاسب من هذه الحوافز.

لن يستطيع محمود عباس الرد على الحوافز الأميركية إلا بالتمسك بورقة التوت، وهي أن يشمل التجميد القدس الشرقية على افتراض أنها من وجهة النظر الفلسطينية ستكون عاصمة الدولة الموعودة.

يناقش الفلسطينيون من فتح وحماس في جنس الملائكة، فيما العدو يتربص بهم ويحشد أدواته الخارجية والداخلية للقضاء على أملهم في إقامة دولتهم.

فمتى يستفيقون؟