قضية مريم العتيبي أصبحت قضية رأي عام في الأيام القليلة الماضية، وكالعادة تصارع الناس بين مدافع ومهاجم.

في كل مكان بالعالم، عندما يشتكي أي إنسان ظلما وقع عليه، نجد المجتمع يتعاطف معه ويدافع عنه حتى يثبت العكس.

أما في مجتمعنا تنقلب الآية تماما، فأي قضية تُظلم فيها فتاة أو امرأة وتثار إعلاميا، نجد الكثير يشككون فيها ويقدحون بصحتها، ويحاولون تحويل الضحية إلى جانٍ. ويتم ربط هذه الحوادث بغباء لا مثيل له بنظرية المؤامرة، وأنها جزء من مخطط غربي مدروس لمحاربة مجتمعنا وتغريبه.

في هاشتاق كلنا مريم العتيبي، سعى كثير من الناس إلى تكذيب الخبر، وأنهم بحثوا عن قضية باسمها في شرطة الرس ولم يجدوا شيئا، فكان بالنسبة لهم نصرا عظيما!

وأخيرا، ظهر أحد المسؤولين في هيئة حقوق الإنسان ليثبت القضية، وأن مريم فعلا موجودة في مركز رعاية الفتيات، وأن الجهة المختصة باشرت التحقيق في القضية، ولم يتضح بعد إذا كانت هي المذنبة أم وليها.

لا أعرف لماذا نجد من يحاول وضع اللوم على المرأة قبل أن يعرف تفاصيل أي قضية؟ ألا يكفي المرأة أنها تعاني أنظمةً وقيودا تكبل حياتها، ليأتي المجتمع ويقسو عليها أيضا؟!

ما زلت أتذكر حادثة الاعتداء على فتيات في أحد المجمعات التجارية، وكيف وجّه كثير من الناس اللوم عليهن بحجة عدم الحشمة، وصوروا المعتدين المتخلفين بأنهم هم الضحايا!

المرأة عند كثير من الناس دائما مدانة، حتى لو تم اغتصابها في الشارع لوجدنا من يبرر هذا الاغتصاب بحجة عطرها أو عباءتها أو حتى مشيتها!

شئنا أم أبينا، ما تزال المرأة مظلومة. الكل يردد عبارة: "المرأة هي أمي وأختي وزوجتي"، ولكن الواقع مختلف تماما.

في الختام، موتي أيتها المرأة، فلا مكان لك في هذا المجتمع الطاهر المحافظ الملائكي.