أتفهم كثيرا الصراعات التي تحدث بين الفينة والأخرى بين منسوبي الأندية، سواء كانت تلك الصراعات أو السجالات تحدث بين رؤساء الأندية أو حتى بين الإعلام والجمهور، فكل طرف من تلك الأطراف يعتقد أنه بات لزاما عليه المنافحة عن المعسكر الذي ينتمي له، والذود عنه بكل ما أوتي من قوة، لكن الشيء الغريب والدخيل على رياضتنا، والذي لم أجد له تفسيرا منطقيا حتى الآن هو دخول المسؤولين عن الرياضة في لعبة تأجيج الوسط الرياضي، وزيادة الاحتقان فيه أكثر مما هو محتقن، من خلال منح ثقتهم في أشخاص جعلوا من مهاجمة الآخرين شعارا لهم، بل إنهم لا يخجلون من وصف من يختلفون معهم في الرأي بعبارات يترفع أصغر مشجع عن ذكرها، فما ذكره مسؤول في لجنة توثيق البطولات خلال مؤتمر التوثيق من ألفاظ لا يليق بأن تصدر من شخص تم تكليفه بحصر بطولات وتاريخ الأندية، لذا فإن ذلك الطرح المعيب والمخجل منه منحنا كامل الحق في رفض كل عمل يتولاه هذا الشخص، فهل يعقل أن تكون هذه الكلمات "مجد زائف، تاريخ مزور، استغفال، جهلوا، فجاجة، قشور الرتوتة" هي لغة خطاب رئيس لجنة ننتظر منها الحياد والحكمة ورجاحة العقل، بل إن المضحك والمبكي في الأمر ذاته أن كل تلك الألفاظ الغارقة في العدائية تكال للآخرين في حضرة قيادات الهيئة العامة للرياضة، الذين اكتفوا بالصمت أمام تلك الإساءات التي طالت عددا كبيرا من المؤرخين الذين نجلهم ونقدر تاريخهم ناصع البياض، وعلى الجانب الآخر وجدنا أن مخرجات مؤتمر توثيق البطولات كانت تشويها سافرا لمنجزات الأندية التي يعرف منسوبوها بطولات وإنجازات أنديتهم وليسوا بحاجة إلى أن تأتي مجموعة من العدائيين والشتامين ليخبروهم بتاريخ أنديتهم البطولي، وكأني بلسان حال تلك الأندية ومنسوبيها يقول: "بلّوها واشربوا مويتها".