ورد على لسان المتحدث للإدارة العامة للمرور العقيد طارق الربيعان، من خلال صحيفة الوطن الصادرة يوم الخميس 17 صفر 1438، العدد 5893، قوله "إن الانعطاف لليمين والإشارة حمراء ليس مخالفة".

والسؤال المطروح هنا، لماذا لا تبحث الإدارة العامة للمرور عن سبب ورود مثل هذه الأسئلة والاستفسارات، والذي من المفترض أن تكون من المعلومات البديهية، إما إنها مكتسبة كثقافة عامة، أو أنه على الأقل يكون اكتسابها من خلال التعليم المتخصص، وبصيغة أخرى، هل تتوقف الاستفسارات وإشكالية عدم معرفة أنظمة المرور إلى هذا الحد، أو أن الإدارة العامة للمرور لا ترى الواقع المروري المملوء بمئات الأسئلة، حتى بات وكأن شوارعنا والطرق تبدو خالية من قائد المركبة المتقيد بالأنظمة المرورية، والصحيح هناك قائدو مركبات هم يعملون بالأنظمة المرورية، إلا أن نسبة الكم جعلتهم يختفون نظريا، وهم أيضا لا بد أن لديهم أسئلة موجهة للمسؤولين في الإدارة العامة للمرور، منها كيف يتصرفون وهم يقفون عند تقاطع ولهم أفضلية المرور، إلا أن قائدي المركبات في المسار المقابل مستمرون بالسير، وممن خلفهم يطلب منهم وبإلحاح التحرك، ومن هنأ يختفي المتقيدون بنظم المرور، فهم ما بين إلحاح وإصرار أصبحوا ضمن عدد غير المتقيدين أو غير الملمين بشيء عن أنظمة المرور، وأنه مهما تجاوبت الإدارة العامة للمرور ممثلة في المتحدث الرسمي الذي يولي الاستفسارات والأسئلة بالغ اهتمامه، وواقعيا لن تكون الإجابات ذات جدوى، ما لم تسع الإدارة العامة للمرور لإصلاح حال مدارس تعليم القيادة التي أصبحت لا تحمل سوى المسمى، والنتيجة بات من ضمن المفاهيم الخاطئة، بأن عكس السير في شارع قريب من مقر ومنزل بعض قائدي المركبات، هو بحكم الحاجة لا تنطبق عليه الأنظمة المعمول بها، إنها الحقيقة ولا غيرها.

تكمن الإشكالية في مدارس تعليم قيادة السيارات التي أصبحت تحتاج لإعادة هيكلة شاملة، لتصبح مدارس فعلية لتعليم القيادة، وأن تكون مصدرا لتثقيف الدارسين بها، ولمن يريد معرفة عدم جدوى مدارس تعليم قيادة السيارات، فقط عليه أن يوجه السؤال إلى أقرب مقيم لا يتحدث العربية وله علاقة بالسيارات وقيادتها، ويسأله هل كان ما يتلقاه من معلومات أثناء دراسته مفهوما، أو أنه كان مستمعا مع عدم الفهم بامتياز.