كشف وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن المشاريع التي سيدشنها خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الجبيل ورأس الخير تبلغ قيمتها أكثر من 160 مليار ريال.

وكشف الفالح في مؤتمر صحفي عقده أمس، في مقر أرامكو بالظهران، عن أن تأجيل حفل تدشين مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) الجمعة الماضي، كان بسبب تسرب مياه الأمطار الغزيرة بالمركز، وإن الحدث عارض وأرامكو ليست سببا مباشرا في قرار التأجيل، وسارعت لمعالجة تسرب المياه في ذات المساء، مؤكدا، أن الموقع جاهز لاستقبال الجميع في الوقت الراهن، وأن المبنى الحديث لم يستطع استيعاب الأمطار الغزيرة التي هطلت بمعدل 15 ملم في دقائق معدودة، مرجعا ذلك لعدم قدرة قنوات التصريف على شفط المياه الكثيفة، معربا عن أسفه للتأجيل، معتبرا أن قرار التأجيل جاء للحفاظ على سلامة الضيوف، وأن ما حدث غير مبرر على الإطلاق ولا يجب أن يحدث، كاشفا النقاب عن وجود تحقيق في ما حدث، وأن أرامكو ستستفيد من الحادثة لوضع التصورات عند التخطيط في المشاريع المستقبلية، وكذلك لوضع الإجراءات الاستباقية التي ستطبق في المشاريع اللاحقة، وأن افتتاح المركز تقرر الخميس المقبل.


تدشين 3 مشاريع للطاقة

أضاف الفالح أن خادم الحرمين الشريفين سيدشن اليوم 3 مشاريع للطاقة الكهربائية بقيمة 20 مليار ريال، مبينا أن الطاقة الإنتاجية للمملكة في الوقت الراهن تبلغ 76 ألف ميجاواط، وهي الأعلى في الشرق الأوسط، وهذه المشاريع هي "هجر" بقيمة 10 مليارات ريال لإنتاج 4 آلاف ميجاواط، وتوسعة محطة القرية بقيمة ملياري ريال لإنتاج 4850 ميجا واط، والمشروع الثالث بقيمة 8 مليارات ريال.


الغاز في واسط

أشار الفالح إلى أن أرامكو تمكنت في مشروع معمل الغاز في واسط من زيادة طاقة معالجة الغاز في المملكة، حيث صمم هذا المعمل لمعالجة 2.5 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز غير المصاحب، ويستطيع أن يمِدَّ شبكة الغاز الرئيسة التابعة لأرامكو بنحو 1.7 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع، الأمر الذي سيسهم في نمو قطاعي البتروكيماويات والتصنيع في المملكة اللذين يتوقع لهما أن يوفرا آلاف الفرص الوظيفية الجديدة التي تتطلب مهارات فنية عالية.


توسعة حقل خريص

أما مشروع توسعة حقل خريص وزيادة إنتاجه، فقد ساعد اكتماله على زيادة طاقة إنتاج النفط الخام في أرامكو إلى 12 مليون برميل يوميا، ليحافظ على مكانة المملكة باعتبارها من أكبر موردي النفط والغاز في العالم وأكثرهم موثوقية.

ويشمل المشروع الذي بدأ الإنتاج في يونيو 2009، مرافق لإنتاج 1.2 مليون برميل يوميا من النفط الخام العربي الخفيف من خلال مرافق المعالجة المركزية الأكبر في المملكة، إضافة إلى معمل لمعالجة الغاز المصاحب ينتج 70 ألف برميل يوميا من المكثفات و420 مليون قدم مكعبة قياسية من الغاز. وتم الانتهاء من أعمال الحفر لأكثر من 300 بئر كان من المقرر أن تستغرق ثلاث سنوات، قبل 10 أشهر من الموعد المحدد، بعد أن تم تطبيق مزيج من أساليب الهندسة والأعمال المبتكرة في المشروع.


إضافة نوعية

أكد الفالح أن تدشين هذه المشروعات يمثل إضافة نوعية شاملة لقطاع البترول في المملكة، كما أنها تعد أيضا حجر أساس في تنفيذ رؤية 2030، لا سيما أنها ستوفر الآلاف من الوظائف بالمملكة، وستزيد القيمة المضافة من خلال برنامج اكتفاء لزيادة المحتوى المحلي في سلسلة التوريد. ومن شأنها تعزيز مكانة المملكة كأكثر موردي النفط موثوقية، فضلا عن أنها ستقود أرامكو لتحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في أن تصبح شركة متكاملة رائدة عالميا للطاقة والبتروكيماويات بحلول 2020.




الجلاميد

أوضح الفالح أن الملك سلمان سيدشن في رأس الخير سلسلة من المشاريع التعدينية منها الفوسفات في مناجم "الجلاميد" ضمن مشروع وعد الشمال، بالإضافة لمشروع الألمنيوم في شمال المنطقة الوسطى لنقل البوسكات إلى رأس الخير، حيث سيتم تحويلها تلك المواد إلى معادن تصدر للخارج أو تصنع محليا، بالإضافة لوضع حجر الأساس لأول نشاط اقتصادي من نوعه في الشرق الأوسط وهو "مجمع بحري عملاق" بقيمة 20 مليار ريال لإصلاح السفن وبناء السفن في مرحلة لاحقة، حيث سيبدأ العمل في المشروع 2018 وسيبدأ التشغيل عام 2022، مبينا أن هذه الصناعة ستولد عشرات الآلاف من الوظائف المباشرة ومئات الآلاف من الوظائف غير المباشرة، مقدرا حجم هذه المشاريع بأكثر من 160 مليار ريال.




مشرعات الجبيل ورأس الخير

قال الفالح إن إطلاق خادم الحرمين، مشاريع زيادة الطاقة الإنتاجية من الزيت والغاز يشكل دعماً قوياً منه لدور المملكة باعتبارها من أكثر موردي الطاقة ثقة في العالم، مضيفا: إن هذه المشاريع تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تهيئة المناخ لاستدامة التوسع والتنويع في الاقتصاد وزيادة قدرات البلاد، والتمكين لتأسيس قطاع طاقة وطني قوي ومنافس، كما أن هذه المشاريع تعزز مكانة أرامكو السعودية لتصبح أكبر شركة متكاملة للطاقة والبتروكيماويات في العالم.


الاستكشاف والتنقيب

شدد الوزير على استمرار أرامكو في الاستكشاف والتنقيب لتعويض الإنتاج السنوي من النفط البالغ 3 مليارات برميل، مشيرا إلى قدرة الشركة على إيجاد الاحتياطات الإضافية، إذ نجحت خلال السنوات الماضية في استكشاف احتياطات جديدة، لافتا إلى استمرارها كذلك في الاستثمار في مشاريع النقل، حيث تعمل حاليا على توسعة شبكة الأنابيب لنقل النفط الثقيل من حقل منيفة، مشيرا إلى أن أرامكو السعودية تعمل على توسعة شبكة الغاز لنقله للساحل الغربي ووسط المملكة لتغذية معامل التكرير ومحطات الكهرباء ولشحن الغاز لمعامل التكرير لمختلف أنحاء العالم.


منيفة البحري

أوضح الفالح أن المشاريع الجديدة تشمل مشروع تطوير حقل منيفة البحري للزيت الخام، ومشروع معمل الغاز في واسط، ومشروع تطوير الإنتاج في حقل خريص للزيت الخام، ومشروع مرافق استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في حقل الشيبة، وكذلك مشاريع زيادة إنتاج الزيت الخام في حقل الشيبة أيضا، لافتا إلى أن طاقة معامل إنتاج الزيت الخام في منيفة تبلغ 900 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام العربي الثقيل، ويسهم إنتاجه في تغذية المصفاتين التابعتين للمشروعين المشتركين في شركة ساينوبك للتكرير (ياسرف)، وشركة أرامكو السعودية توتال للتكرير والبتروكيميائيات (ساتورب).

وأكد الفالح أن زيادة طاقة إنتاج النفط الخام من حقل منيفة تشكل جزءا مهما من إستراتيجية أرامكو بعيدة المدى لمواجهة التحديات المستقبلية في مجال الطاقة على الصعيدين المحلي والعالمي، والوفاء بالتزاماتها، وإيجاد مزيد من القيمة لاقتصاد المملكة، والحفاظ على حصة الشركة كمورد رائد وموثوق للطاقة على مستوى العالم.


الشيبة

أما المشروع الرابع فهو توسعة حقل الشيبة الذي يقع في صحراء الربع الخالي على بعد مئات الكيلومترات من أقرب منطقة مأهولة بالسكان، مما سيزيد طاقته الإنتاجية بمقدار 250 ألف برميل يوميا، ووصل إلى مليون برميل في أبريل 2016، أي ضعف الطاقة الإنتاجية الأولية للحقل عندما بدأ أعماله التشغيلية في 1998.

وبغرض التكامل مع مرافق إنتاج الزيت في الشيبة، أنشأت أرامكو معملا جديدا في الشيبة لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي، بدأ أعماله التشغيلية بنهاية 2015، وتبلغ طاقة معالجة الغاز في هذا المعمل 2.4 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز المصاحب، فيما تبلغ طاقة استخلاص سوائل الغاز الطبيعي المحتوية على الإيثان والعناصر الأثقل 275 ألف برميل في اليوم.


صدارة

ذكر الفالح أن خادم الحرمين سيدشن في مدينة الجبيل حلقة من سلسلة حلقات القيمة المضافة، حيث وجهت المملكة جزءا كبيرا من الغاز الطبيعي للصناعات البتروكيماوية، لافتا إلى أن الجبيل "2" مشروع كبير قادر على استقطاب الاستثمارات، لافتا إلى تدشين مشروع "صدارة" بتكلفة 80 مليار ريال، والذي يضم 26 معملا صناعيا وينتج 3 ملايين طن من البتروكيماويات، وغالبيتها لم ينتج سابقا على مستوى الشرق الأوسط، دليل على قدرة المملكة على استقطاب الاستثمارات.

وقال إن مشروع "ساتروب" يستقبل 400 ألف برميل من النفط العربي الثقيل لإنتاج منتجات عالية الجودة بأكثر من مليون طن من البتروكيماويات العطرية، وكذلك الأمر بالنسبة لمعمل "ياسرف" الذي يحول كامل النفط لمنتجات "بيضاء" مثل الكيروسين، ومشروع المطاط المشترك بين سابك وشركة أجنبية سيدشن خلال الحفل في الجبيل.


اجتماع أوبك

حول قرار المملكة للمشاركة في اجتماع أوبك في 30 نوفمبر الجاري، قال الفالح إن المملكة ستشارك في الاجتماع وتتسلم رئاسة المنظمة من دولة قطر، مشيرا إلى وجود لبس في عملية مشاركة المملكة في اجتماعات أوبك، لافتا إلى أن قرار المملكة في عدم مشاركة اجتماع الخبراء من أوبك وخارجها بشأن بحث آلية تحديد سقف الإنتاج، مضيفا أن المملكة لا ترى ضرورة من المشاركة في الاجتماعات دون توصل أوبك لقرار مشترك بشأن الآلية القادمة للتعامل مع الفائض في السوق العالمية، مبينا أن المملكة مستعدة للتعاون مع المنتجين من خارج أوبك، سواء من خلال الاستمرار في السياسة النفطية الحالية أو الانتقال إلى الخفض المشترك من قبل الجميع، مضيفا أن المملكة وافقت على التعاون مع قرار التجميد خلال الربع الأول من العام الحالي، مشيرا إلى أن قرار التجميد يستهدف تقليل الفائض في الأسواق العالمية.

وقال إن الاجتماع الأخير في الجزائر تم الاتفاق على تبني سقف الإنتاج "32,5 – 33" مليون برميل يوميا مع إعطاء ليبيا ونيجريا مرونة، مؤكدا أن المملكة لا تمانع في توزيع نسبة الخفض بشكل متساو وضمن آلية التدقيق ومراقبة الإنتاج، مشددا على استعداد المملكة للتعاون مع الجميع، وحرص المملكة على عدم الإضرار بمصالح المستهلك، انطلاقا من حرصها على الاقتصاد العالمي، معتبرا أن الإنتاج المفرط يشكل مشكلة كبرى.

وقال إن السوق سيعود للتوازن مجددا، متوقعا أن يشهد مستوى الطلب خلال 2017 نوعا من التوازن بدون تدخل أوبك، نظرا لتعافي السوق النفطية في الوقت الراهن، مبينا أن مستويات الطلب على النفط ما زالت عالية، مما يعطي مؤشرا إيجابيا يدعو للتفاؤل لتعافي النفط، مؤكدا أن نفط المملكة مطلوب بشكل قوي، سواء على المستوى العالمي أو في الولايات المتحدة. وقدر الفالح احتياطي المملكة من الغاز بنحو 260 مليار متر مكعب.


خطط

- مليار ريال لمشاريع بالجبيل ورأس الخير

- مليار ريال لـ3 مشاريع للطاقة الكهربائية

- ألف برميل طاقة حقل منيفة من الخام العربي

- مليار ريال لمشروع معمل الغاز في واسط

- مليار متر مكعب احتياطي المملكة من الغاز