خرج الشاعر "حيدر العبد الله" الفائز بلقب أمير الشعراء عن صمته، مغردا في حسابه الإلكتروني على تويتر، بعد يومين من التزام الصمت على الحملة الإعلامية التي حاولت النيل منه شعريا وشخصيا في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد إلقائه قصيدة شعرية فصيحة أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز، أثناء زيارته للمنطقة الشرقية، مؤكدا أنه تم اختياره من قبل أمير المنطقة الشرقية شخصيا. 



لم ينتقدوا شعري

أكد العبدالله الذي تواصلت معه "الوطن" أول من أمس، أنه يتفهم ويقدر ردة فعل الجمهور الساخرة، وهي ضريبة أولية للظهور في محفل كبير كهذا، وهو يفخر به كثيرا، مرجعا ذلك إلى أن المتلقين قد اعتادوا سماع القصائد الشعبية الحماسية، وأن التغيير الجديد بحضور النص الشعري الفصيح كان نقطة مهمة في ردة الفعل، مضيفا، "لكنني أتقبل كل الانتقادات بصدر رحب على أية حال"، وكان العبدالله قد اعتذر عن الإدلاء بأي تصريح إلى أي وسيلة إعلامية في الوقت الحالي، كون الحملة التي استهدفته لم تتناول شعره بالنقد ليرد عليها.



كلفت بالمشاركة

غرد العبد الله رادا بشكل غير مباشر على سيل التغريدات التي تناولته بعد يومين من إيقاف حسابه الإلكتروني، الذي ازدحم بالإشارات له مع كل تغريدة أو تعليق نال منه ومن طريقة إلقائه ومن قصيدته التي ألقاها أمام الملك. معبرا عن شكره للثقة التي نالها من أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، بعد أن كلفه بالمشاركة في حفل استقبال الملك بالدمام، مشيرا إلى أنه من تقاليد الزيارات الملكية للمنطقة الشرقية حضور القصيدة الفصحى، كسمة أساسية في احتفالاتها، كون الساحل الشرقي مهدا للأدب والحضارة والمعرفة، مضيفا أنه قد ناله شرف أن يكون ضمن الشعراء الكبار الذين أنشدوا القصيدة الفصحى أمام ملوك المملكة، وعبروا عن مشاعر شعبها.



البيئة كونتني

قال العبدالله حول التعليقات التي نالت منه إن ديننا وشيم أهلنا تعلمنا بأن رفع الصوت عند الكبار سوء أدب وقلة ذوق، ويعملنا التاريخ أن الصراخ وسيلة العاجز المفلس، مضيفا "أن تكون شاعرا فذلك يعني أن تكون حالما حين تكتب، وحين تتلو للعالم ما كتبت وحالما وأنت تعيش، وحالما وأنت في قبرك وحالما دائما". ويرجع العبدالله جزالة كلماته وهدوء وليونة إلقائه إلى البيئة التي احتضنته، مغردا "بأنك حين تولد وتترعرع في إحدى واحات هذا الوطن العظيم، فمن الطبيعي البديهي، أن يكتسب صوتك نداوة الماء وخضرة الأرض، وليس فقط صوتك، بل روحك وكل أحلامك، كما أنه من الطبيعي أن تكتسب روحك وكل أحلامك سمات الصحراء ووعورتها حين تولد في البادية، ولا غضاضة في هذا ولا ذاك".