طالعتنا الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي ذات يوم بأخبار يتناقلها العامة والخاصة، وأحيانا مصحوبة بالصورة، يتوقع من خلالها أن من ساقها كان يهدف إلى نقطة إثارة أو تهويل موقف أو ازدراء عمل مشين. وبعضهم أرسلها للتندر والشماتة، وهذا هو محل نقاشي، ومعها أضيف أن قرار من يملك صياغة الخبر أحيانا قد يكون خارج الحدود لأهداف سياسية أو أغراض في نفس يعقوب، وهو ضرب اللحمة الوطنية في مجتمع أليف متآلف منذ أن وحد أجزاء هذا الوطن مؤسسه الملك عبد العزيز يرحمه الله، وإلى هذه اللحظة التي قرأت فيها عبر الواتساب عبارة "يالله نكوّن هاشتاق حول الموضوع الفلاني" ثم تبدأ سلسلة التعابير أو الثعابين السامة تصل من خلال هذه المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل كالفيس والتويتر والانستقرام وغيرها لتجعل هذا الموقع يشتعل ليومين أو ثلاثة. والنتيجة ماذا تكون؟ جيش من المحبطين وفي أعمار متباينة حتى يحصل على شهادة أكبر هاشتاق لهذا الأسبوع. وما يعلم هذا أو ذاك أنه تم استغلاله من قبل فئات تريد الإضرار بهذا المجتمع المتآلف المتحاب، وقد تبين لكثيرين أن من وقع في فخ التواصل هم من كانت أعمارهم ما بين (15 – 23 ) سنة دون تمحيص أو تمييز لما يتناقلونه، فليس كل ما يعلم يقال، والمنهج النبوي يقول: (كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع). والآية تذكرنا بخطورة هذا الأمر حينما يقول القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة..).

ولهذا تستغرب تلك المناظر والمواقع والكلمات التي تعج بها مواقع التواصل خدشا للحياء وضربا في الوطن وقيادته، لهذا كله أقول: هنا تقع المسؤولية على عاتق كل أصحاب المواقع التواصلية أمانة لا يعدلها أمانة، لأن الكلمة في الأساس أمانة، والمنبر أمانة والخطيب لديه أمانة والكاتب لديه أمانة، وأصحاب المواقع المشرفون على المجموعات تقع عليهم الأمانة الكبرى في حفظ الكلمة وصياغتها واختيار الموضوعات وحبس ما يضر بالوطن وأهله ويفرق جماعة الأمة السعودية، بل حتى من المقيمين معنا على ترابها الطاهر. وهنا تتعاظم المسؤولية والنص القراني يذكرنا بـ (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).

علينا أن نتحمل جميعا مسؤولية عدم غرق السفينة الأمنية لوطننا برفع شعار "أنتم جنود الوطن" أو كلنا جنود الوطن عبر أحد المواقع الإلكترونية، حتى لا نسمح لمتربص أو لحاقد أن يبث سمومه من خلال هذه الصفحات، وأن يكون كل محرر وموظف مسؤولا أمام الله أولا ثم أمام مجتمعه ووسيلته الصحافية. وهذا ديدن العمل في غرف الإعلام وعدم السماح للعمل فيها إلا من خلال الانضباط بأخلاقيات المهنة الإعلامية وشرف الكتابة المهنية، لنقود القراء إلى السمة الصادقة في نشر الخبر والتأكد من موثوقيته. ولا يفسح المجال أمام كتاب الواتساب ليخوضوا في نشر غير المفيد الذي تبثه المواقع الحاقدة على بلدنا ووطننا وعلمائنا وولاة الأمر في هذا البلد.

إن مسؤولية الصحيفة والوسيلة الإعلامية كبيرة تجاه المجتمع، ولهذا ننادي جميعاً بإعادة تذكير الناس بشرف المهنة وميثاق العمل الإعلامي العربي والسياسية الإعلامية للمملكة، وعدم السماح لكائن من كان بأن يخترق بكلمة حاقدة أو قصة منسوجة من الخيال لتنشر على الملأ، وكل مسؤول عن كلامه ورقيب على نفسه، وننادي "كلنا جنود أمن للوطن"، وليتحمل الجميع مسؤولية المحافظة على أمن هذا الوطن واستقراره، ودمتم أمناء على وطنكم.