الإثارة المتواصلة هي سمة رياضتنا في السنوات الأخيرة، ليس لأن مسابقاتنا الرياضية الأكثر زخما داخل المستطيل الأخضر، بل لأننا شعب بات يتنفس كرة القدم صباح مساء، فبالرغم من انخفاض المستوى الفني لمنتخبنا الوطني وأنديتنا على المستوى القاري، إلا أن رياضتنا ما زالت تحافظ على صدارتها من حيث الإثارة على المستوى الإعلامي والجماهيري، وذلك لن يتأتى إلا من خلال حالة حراك رياضي حقيقية تجبر الجميع على متابعة كل شاردة وواردة في كرة القدم السعودية.

فالأحداث في رياضتنا لا تتوقف إطلاقا، فالجميع شاهد حالة السخط الجماهيري والإعلامي التي حدثت خلال الأيام الماضية، بسبب الأرقام التي أصدرها فريق توثيق البطولات السعودية، وكيف أن السواد الأعظم من الأندية اعترض على عمل الفريق، إضافة إلى أن بعض الأندية رفضت الاعتراف به، بل أعلنت عدم شرعيته، رغم أنه حظي بغطاء رسمي متمثل في الهيئة العامة للرياضة، التي حتى هذه اللحظة لا نعلم ما هي المعايير التي على ضوئها اختارت أعضاء الفريق المثير للجدل.

بعيدا عن الفريق وعمله نجد أن كلمة "مو شغلك" التي أطلقها رئيس الهيئة العامة للرياضة لأحد الإعلاميين خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب إعلان نتائج الفريق أخذت زخما إعلاميا وجماهيريا منقطع النظير، حتى خرج رئيس الهيئة معتذرا عن هذه الكلمة التي من غير المقبول أن تطلق تجاه إعلامي حضر من أجل طرح الأسئلة ليجيب عنها المسؤول بكل شفافية ووضوح، وأنا بدوري من خلال هذا المقال سأقوم باستخدام عبارة "مو شغلكم"، لكن بشكلها الإيجابي والمعني بها لاعبو منتخبنا الوطني الذين تنتظرهم مباراة حاسمة اليوم أمام المنتخب الياباني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، فرسالتي لهم ستكون واضحة ومباشرة، قاتلوا من أجل حصد النقاط الثلاث، وإسعاد جمهور الأخضر السعودي، "مو شغلكم" كل ما حدث من جدل خلال الأيام الماضية، فثقتنا بكم بلا حدود ودعمنا لكم سيتجاوز الحدود، "مو شغلكم" ما يحدث بين الإعلام والجمهور من مماحكات، ثقوا أن كل خلافاتنا واختلافاتنا أنتم وحدكم القادرون على تأجيلها بفوز مظفر يعيد لنا أخضرنا الذي غاب منذ أمد بعيد وكلنا حنين لعودته مجددا إلى موقعه الطبيعي، افعلوها وارسموا شلالات الفرح الأخضر على امتداد الوطن.