جسد طلاب ثانوية الإمام عبدالعزيز بن محمد بمحافظة الدرعية، مقولة الكاتب الفرنسي جان دي لافونتين الشهيرة "الجبل لا يحتاج إلى جبل، لكن الإنسان يحتاج إلى إنسان مثله"، إذ تكفل طلاب المدرسة بمساعدة أحد زملائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال تنقله داخل الحرم المدرسي، وحمله على أكتافهم صعودا ونزولا من وإلى قاعات الدراسة.

وعكس مشهد طالب سعودي وهو يحمل زميله المعوق "يمني الجنسية" على كتفه أثناء دخول المدرسة وخلال تنقلاته في أوقات الفسح ولأداء الصلاة، دلالة واضحة على أصالة معدن شباب المجتمع وحبهم للمساعدة والخير. كما دل على نجاح فكرة دمج الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة مع زملائهم الأصحاء في مدارس التعليم العام، وذلك ما أكده الأخصائيون النفسيون، الذين شددوا على أن عملية الدمج تساهم في عدم إحساس الطالب بالعزلة عند وجوده بين نظرائه ممن لا يعانون من نفس الإعاقة.

من جانبه، أكد الطالب اليمني بقسم العلوم الطبيعية في السنة الثالثة أحمد عبده مرشد، أنه لم يشعر خلال السنوات الثلاث التي قضاها في المدرسة بحاجته إلى استخدام الكرسي المتحرك، وذلك بفضل إصرار زملائه على حمله على أكتافهم ومساعدته في تنقلاته طوال اليوم الدراسي.

بعد إنساني

وقال مدير المدرسة محمد بن عايض الغامدي لـ"الوطن"، إن المدرسة تسعد بوجود هؤلاء الطلاب كونهم يضفون بعدا إنسانيا للجميع أثناء التعامل والتعاون معهم من قبل المعلمين والطلاب على حد سواء، مبينا أن المدرسة تحرص على توفير جميع ما من شأنه تسهيل حركة هذه الفئة الغالية على قلوبنا، حيث جهزت دورات مياه خاصة. وأضاف الغامدي أن ما نقدمه من رعاية وتسهيل هو لله قبل أن يكون حقا كفلته الوزارة لهم. أما الطالب محمد حزام، وهو الصديق المقرب من أحمد، والذي يحمله على كتفه داخل المدرسة منذ ثلاثة أعوام فعبر عن شعوره بالسعادة الغامرة وهو يرى زميله في انتظاره ليحمله على كتفه. وأكد الطالب عبدالله بن سلطان "نحن من نحتاج وجود مثل هؤلاء بيننا حتى نعلم ونقدر نعمة الله علينا. ويجب أن يعلموا أننا بحاجة لهم كما هم بحاجة لنا".