انتقدت شبكة "إن بي آر" الأميركية، اختيارات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، لأعضاء إدارته الجديدة، وتحديدا الفريق الاقتصادي الذي سيعمل معه، وذلك عقب تعيينه اثنين من كبار كتاب المقالات الاقتصادية في صحيفة "وول ستريت جورنال"، وهما ستيفين منوشين في منصب وزارة الخزانة، وويلبور روس وزيرا للتجارة.

وأشارت الشبكة في تقريرها إلى أن منوشين وروس، لا يمثلان عامة الشعب الأميركي، بغض النظر عن ثرواتهما الطائلة، إذ إن الملياردير روس كوّن ثروته من شراء وتكوين الشركات الصناعية المفلسة، أما منوشين فكان موظفا قديما في شركة غولدمان ساكس، بالإضافة إلى إدارته صندوق التحوط الخاص، إلى جانب شرائه بنك كاليفورنيا المفلس أيام الأزمة المالية الماضية، وإدارته لمدة 7 سنوات، ثم بيعه بمبلغ مربح يصل إلى 1.5 مليار دولار العام الماضي. ولفتت الشبكة إلى أن بنك منوشين لم يسلم من انتقادات الكثيرين، بسبب أنه كان يرهن عدة منازل تصل إلى 36 ألف منزل من أصحابها، بالإضافة إلى فشله في مساعدة المُلّاك على تعديل قروضهم من أجل أن يحافظوا على تملكهم لمنازلهم، مبينة أن الاثنين لا يمثلان الشعب، لكنهما رجلا أعمال ذكيان، ويصمدان في الظروف المحيطة بهما.


الطبقة المتوسطة

تطرقت الشبكة إلى التوقعات التي ستظهر على السوق الاقتصادية الأميركية في المستقبل القريب، مشيرة إلى أن سوق الأسهم الأميركي ارتفع بشكل ملحوظ منذ فترة الانتخابات، والبنوك الكبيرة في "وول ستريت" ربحت مبالغ باهظة جزئيا، بسبب أن ترامب قد توعد بتخفيف أنظمة الضرائب المصرفية. وتنص خطة ترامب الاقتصادية على خفض معدل الضرائب على الشركات من نسبة 35 % إلى 15 %، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه سيعزز الاستثمارات والأنشطة التجارية وإيجاد فرص وظيفية ورواتب أعلى، بينما رأوا أن خطة الضرائب الفردية التي تنص على تقليل معدل الضرائب من 39 % إلى 33 %، ستضع حدا للخصومات، وبالتالي ستوفر دخلا ضريبيا ضخما للطبقة المتوسطة، لكن دون خصومات للضرائب على الأغنياء.


المستفيد الأكبر

أشارت الشبكة، إلى أن بعض خبراء الضرائب المحافظين والمستقلين يؤكدون أن الأغنياء هم من سيستفيد أكثر من خطط ترامب، لافتين إلى أن خطة الضرائب ستزيد العجز بين 3 و6 مليارات دولار خلال السنوات الـ10 المقبلة، وهو ما سيلحق الضرر بالنمو بعيد المدى.

وقالت الشبكة "إن روس سيكون عنصرا مهما في تنفيذ وعود ترامب بإنقاذ البلاد من اتفاقيات التجارة مثل "نافتا"، بحكم علاقاته القوية مع عدة شركات أجنبية"، حيث لفت إلى أن الولايات المتحدة متضررة بسبب الصفقات التجارية مع عدة دول على غرار "الشراكة العابرة للمحيط الهادئ"، والذي قال عنها ترامب إنه سيُلغيها. كما أن روس لديه أفكار جديدة في طريقة المفاوضات مع الدول، وهذا سيشكل تغييرا جذريا عن العشرين عاما الماضية مع توقعات بوقوع آثار اقتصادية ضخمة، فضلا عن وجود شكوك حول المحافظة على سرعة النمو لمدة طويلة.