اشتعل صراع السباق على كرسي رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم بين المرشحين للرئاسة سلمان المالك، وعادل عزت، بعد أن استبعدت لجنة الانتخابات بقية المرشحين الآخرين لعدم مطابقة ملفاتهم للشروط حسب رأيها! وما أن أعلن انحصار السباق بين المرشحين، إلا وبدأت الحملات الإعلانية "المجانية وغير المجانية " لكلا المرشحين في ظاهرة غير مسبوقة، فما نشاهده من تجييش من قبل بعض المحسوبين على المعسكرين يظهر لنا مدى ضحالة تفكير الذين اختاروا لأنفسهم أن يقودوا حربا بالوكالة، و"قد" يكون ذلك دون إيعاز من المالك وعزت، لكن ما نشاهده من طرح خلال الأيام الماضية يؤكد لنا أن البعض لم يستفد من تجربة الانتخابات الماضية، فعلى سبيل المثال أنا كنت من أشد المنافحين من أجل فوز أحمد عيد برئاسة اتحاد القدم، وذلك لإيماني بتاريخه الرياضي الخالص، لكنني بعد أن شاهدت عمله على أرض الواقع، قطعت عهدا على نفسي أن لا أتبنى أو أشيد بأي مرشح ما لم أشاهد عمله، فهناك فرق كبير بين ما يكتبونه في ملفاتهم الانتخابية وما يقومون به من عمل بعد استلام دفة إدارة اتحاد القدم، لذلك على الرياضيين وتحديدا زملاء المهنة عدم الاستعجال في إطلاق الأحكام، فتجربة عيد ما زالت ماثلة للعيان بكل ما فيها من كوارث وأخطاء ـ حسب وجهة نظري ـ، والغريب في أمر الانتخابات أن البعض أطلق أحكامه القطعية بفوز عادل عزت، تحت بند أنه يحظى بدعم وتأييد الأمير عبدالله بن مساعد، وأنا بدوري أسأل ماذا لو فاز بالفعل برئاسة اتحاد القدم؟ هل سيكون هو واتحاده وقبل ذلك رئيس الهيئة العامة للرياضة في منأى عن النقد بل والتشكيك في أحايين كثيرة؟ فللأسف الشديد أنه أمام كل هذا اللغط الحاصل حول الحظوة التي يحظى بها عزت كما يروج لها البعض، نجد أن اللجنة الأولمبية السعودية لم تعلق إطلاقا وكأني بها تريد أن تقول للوسط الرياضي بكل جرأة "مالكم إلا عزت"، وهذا إن حدث لن يفيد عزت بقدر ما سيضر به وبملفه الانتخابي، خصوصا أن هناك شعورا بدأ يتسرب لشريحة كبيرة من أبناء الوسط الرياضي بأن الانتخابات موجهة، وأن كل ما يحدث حاليا هي عبارة عن مسرحية هزلية لن تزيد رياضتنا إلا مزيدا من الاحتقان والتعصب.