سَأخْرجُ عَلى ذَاكِرتي

وأمنَحُ الغَد لنفْسِي،

وأُغادرُ الِّليلَ لأصَادقَ الصَّباحَ،

وأقفزُ بينَ الحُقولِ ، وبينَ الزهورِ..

أمارسُ صَمتَ الفَراشَاتِ،

وانسِيابَ الينَابيعِ، وشَهوةَ الرِّيحِ،

وأترُكُ لعَينيَّ

مُلاحَقَةَ الغَيمِ وقَوسِ قُزَح،

وأجعَلُ منْ حُلُميَ البَريء مَرتعاً  لفَرَحِي..

هَذه المرَّةَ

سأنَامُ عَلى وسَائدِ العُشْبِ،

وودَاعةِ القَمَرِ، ونسَائمِ السَّحَرِ،

ولنْ يكُونَ هنَاكَ مَوعدٌ

لمواجَهةِ الأَلمِ، أو اختِبارِ قُدرةِ الصَّبرِ

وحُمَّى التَوقعاتِ،

ولَا لكَشفِ الظُنونِ،

أو ابتِلاعِ  قُرصِ "الأسبرين"...

لنْ يكونَ هناكَ أيُّ شَيءٍ

سِوى تَأثيث رُوحِي

وترتيب مَلامح جسَدي

وصنَاعة ذكرَيات سَعيْدة.



عبدالهادي صالح