في حوار مع مجلة "دايلي إكسبرس" البريطانية، روت الطالبة الإيرانية شابنام مددزاده، الجرائم المروعة التي ترتكبها السلطات الإيرانية في سجونها، ومدى التجاوزات غير الأخلاقية التي تعرضت لها خلال فترة مكوثها في زنازين إيران.

وأوضحت الطالبة مددزاده ، 29 عاما، أنه في عام 2009 تم توقيفها مع أخيها، عندما كانا في طريقهما إلى جامعة التربية في طهران، بعد أن وجهت لهما المخابرات الإيرانية تهما تتعلق بانتقادهما سلبا النظام الإيراني.

وخلال حديثها، أبانت مددزاده مدى التعذيب النفسي والجسدي الذي تلقته على أيدي السلطات عندما كان يتم استجوابها لمدة 10 ساعات يوميا، وقمعها في زنزانة صغيرة، بعد أن مُنعت من الاتصال مع كل أقاربها.

ولفتت الطالبة أنها خلال مكوثها في الزنزانة كانت تسمع أصوات المعتقلين الآخرين وهم يعذبون، مؤكدة أن النساء المعتقلات في تلك الزنازين يتعرضن لأبشع أنواع الاغتصاب والتحرشات الجنسية، فضلا عن الصعق الكهربائي والتعذيب، من قبل أعوان الحراسة.


رسائل إيرانيي الداخل

بعد أن أمضت مددزاده 5 سنوات في السجن، أطلق سراحها الشهر الماضي قبل أن تتمكن من مغادرة إيران والهروب من أعين أجهزة المخابرات والميليشيات التابعة لها، وانضمت إلى المعارضة الإيرانية في المهجر، التي تعكف على التنديد بوحشية حكومة الرئيس حسن روحاني.

وخلصت مددزاده خلال حديثها إلى أن النظام الإيراني مهما أظهر من ابتسامات وتملق أمام المجتمع الغربي إلا أن سجله يبقى ملطخا بالجرائم والدماء والقمع، مؤكدة أن رسائل الإيرانيين في الداخل للمجتمع الدولي تطالب بأن يتم إخراجهم من الحياة القمعية التي عانوا منها طيلة 3 عقود.


الحرب الإلكترونية

أوضح التقرير أن الخبراء بشؤون الشرق الأوسط يتوقعون مع وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض انتهاج سياسة أكثر حدية مع تجاوزات إيران، لافتا إلى أن قرارات الكونجرس هذه الأيام الصارمة تجاه إيران تلتقي مع وعود ترمب التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية.

ونقل التقرير تصريح الباحثة في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية ميليسا دالتون، قولها "إن الإدارة الأميركية المقبلة، يجب أن تصعد من لهجتها تجاه تمويل الحرس الثوري الإيراني لوكلاء الإرهاب المباشر وغير المباشر في المنطقة"، مشيرة إلى أن استخدام النهج الإلكتروني في التعامل مع نشاطات وكلاء إيران في المنطقة، والتي من ضمنها الميليشيات العسكرية، والشركات الاقتصادية، والنشاطات التجارية خارج حدودها، ستكون خطوة ناجحة.

وأضافت "إن عملية الوقوف في وجه التدخلات والنشاطات الإيرانية من خلال المعلومات المتوفرة على الشبكات العنكبوتية، ستكبد نشاطات الحرس الثوري الإيراني ووكلائه خسائر فادحة، وستضغط على تمويلاته المالية، لتقلل من المساحة المتوفرة في يده، والتي يجند فيها وكلاءه للقتال معه"، مبينة أن غياب التغيير الأيديولوجي في الحكومة الإيرانية، جعل من الإدارة الأميركية، عاجزة تجاه الحد من تمويل إيران لشبكاتها العسكرية في العالم.


تهديد المنطقة

أكد تقرير صادر من موقع "صوت أميركا"، التجاوزات غير الشرعية التي تقوم بها إيران في منطقة الشرق الاوسط، والتي تقوض من استقرار دول المنطقة، وذلك عقب تصريحات لرئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأميركي الجمهوري بوب كورنر مؤخرا، والتي اتهم فيها سياسة إيران بأنها تمثل تهديدا حقيقيا للولايات المتحدة وحلفائها، مستشهدا بالميليشيات التي تمولها طهران على غرار حزب الله اللبناني، وحركة الحوثي المتمردة باليمن والميليشيات الشيعية في العراق.

ويأتي ذلك، بعد ما أشار النائب الديمقراطي "بين كاردين" عن ولاية ماريلاند، إلى أن المواطنين الأميركيين سواء العسكريين أو المدنيين، أصبحوا ضحايا للإرهاب الإيراني، الممول عن طريق الميليشيات المقاتلة بشكل مباشر وغير مباشر، لافتا إلى أن إرهاب إيران يلتقي على أرضية واحدة مع التهديد النووي الذي تستعمله بين الفترة وأخرى.