أجرت المدير العام لفريق كيسي البريطاني للبحوث، لويز كيسي، تحقيقا إحصائيا عن المسلمين في المملكة المتحدة على مدار 17 شهرا، شمل زيارة لحي مانينجهام بمدينة برادفورد البريطانية، فوجدت أن المسلمين يشكلون ثلاثة أرباع سكان المدينة البالغ عددهم 20 ألف نسمة، يسودهم القلق من ظواهر التعصب الأعمى التحريضي و"الإسلاموفوبيا" التي تزايدت في أعقاب التصويت على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأصبحت تهدد بتهميش النساء المسلمات لدرجة الاستبعاد الفعلي.

ووجدت كيسي أن النساء المسلمات تعرضن لمزيد من التضييق والانعزال عن الاتجاه السائد في المجتمع، فقد خلعت العديد من النساء الحجاب في محاولة للعثور على وظيفة. وتدرك كيسي، الكاتبة الرئيسية لتقرير مرتقب تقديمه للحكومة بشأن الاندماج الذي تم وضع تصوراته عام 2015، أن النقاش بشأن العرق، والهوية الذاتية لبريطانيا نفسها، قد تغيّر بشكل كبير منذ بداية إعداد التقرير.

كما أصبح الحصول على الاستقلال الاقتصادي والبحث عن وظيفة والالتقاء بأشخاص جدد، مجرد أضغاث أحلام بالنسبة للأغلبية من المسلمات. فقد اكتُشف نظام يتكون من ثلاثة مستويات من التمييز: كونهن نساء، وكونهن من أقلية عرقية، وأخيرا كونهن مسلمات.

وفي أغسطس الماضي كشف نواب بالبرلمان البريطاني أن النساء البيض أقل عرضة للبطالة ثلاث مرات (6.8%) مقارنة بالنساء السود (17.7%). وتتمثل أسوأ الحالات في المرأة الباكستانية والبنجلاديشية (20.5%). وفي العام الماضي، وجد مكتب الإحصاءات الوطنية أن ما يقرب من ثلثي النساء المسلمات اللائي تتراوح أعمارهن بين 16و64 عاما عاطلات عن العمل. وعلى النقيض من ذلك، كان 69% من النساء البريطانيات في سن العمل يشغلن وظائف. 

سيكشف المجلس النسائي الإسلامي (MWC) في برادفورد هذا الأسبوع النقاب عن كتاب جديد عن تراث الحجاب، يشير إلى تشابه الحجاب مع غطاء الرأس المتصل باليهودية والمسيحية. وتمت دعوة أكثر من 300 شخص لإطلاق الكتاب في المتحف الوطني للإعلام في المدينة، وهو حدث يهدف إلى تعزيز الأواصر بين الديانات الإبراهيمية. 

وتكشف الإحصاءات الجديدة للشرطة، التي حصلت عليها صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، أن حوادث جرائم الكراهية ضد المسلمين في برادفورد هذا العام مثّلت 8 أضعاف روثرهام، البلدة الواقعة في جنوب يوركشاير البريطانية، حيث دفعت فضيحة الاستغلال الجنسي للفتيات الصغيرات إلى تأجيج التوترات العرقية.

إنها الحقيقة التي تؤثر على غالبية النساء المسلمات البالغ عددهن نحو 1.5 مليون امرأة في المملكة المتحدة، ألا وهي وجود تحيُّز مجتمعي يأمل تقرير كيسي في بدء معالجته.