قالت صحيفة صنداي تايمز إن عناصر نظام الأسد تعتدي على المدنيين بحلب، مؤكدة في تقرير أن أحد مراسليها شاهد بعينيه الميليشيات وهي تعدم عددا من المدنيين. وقال التقرير الذي أعده الصحفي زهير الشمالي إن سيارات مدرعة أغلقت الطريق أمام سيارة الإسعاف التي كانت تقود قافلة حافلات لحظة اقترابها من معبر تابع للنظام جنوب حلب، وكان الشمالي نفسه من بين ركاب إحدى تلك الحافلات. مضيفا أن ضباطا روسيين كانوا على متن تلك السيارات المدرعة، وما إن توقفت الحافلات حتى بدأ رجال مسلحون في أزيائهم القتالية بالتنقل وإصدار الأوامر بين صفوف الحافلات والسيارات التي من المفترض أن تحمل النازحين إلى خارج المدينة.

يقول الشمالي إن تلك كانت المرحلة الثانية من عملية إجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة من حلب الشرقية. ويضيف "في صبيحة الجمعة جرى إبلاغنا بأنه سوف يُسمح لنا بالعبور إلى الجانب الحكومي من المدينة المقسمة عبر نقطة تفتيش عند معبر راموسة إلى الجنوب مباشرة. وعندما وصلت قافلة الحافلات إلى هناك انفتحت أبواب الجحيم، وما إن نزل بعض الرجال حتى قُبض عليهم وأُمروا بالاصطفاف خلف جدار إحدى الساحات، حيث أُجبروا على خلع ملابسهم رغم برودة الطقس". وقال الشمالي إنه كان يشاهد الميليشيات وهي تنتقي ضحاياها ويسبونهم هم وأمهاتهم ويرمونهم بأقذع الإهانات الطائفية.

وتابع التقرير قائلا "أموالنا ووثائقنا وهواتفنا النقالة انتُزعت من جيوبنا أو أحزمتنا أو أيدينا. ومع احتدام الجدل جرى إرغام عشرات الرجال على الانبطاح أرضا وأوثقت أياديهم، ثم أُردي أربعة منهم قتلى بالرصاص على مقربة مني. وبعد أربع ساعات من توقف القافلة عند معبر راموسة، تم السماح للرجال بالعودة هم أيضا بعدما سمحوا للنساء والأطفال بذلك ثم بدأ المسلحون بإطلاق النار في الهواء لإجبارهم على الإسراع بالعودة".