ينجز البشر على متن المحطة الفضائية الدولية من المهام ما لا يمكن إنجازه عن طريق الآلات، حيث إنهم يقومون ببحث وفحص ومراقبة ما يرونه يوميا، لتوفير بيانات وعينات طبية وحيوية تكون ذات فائدة كبيرة للباحثين.
وإننا بحاجة إلى فهم أفضل لما يحدث للناس الذين يكونون في الفضاء لفترة طويلة، مثل ماذا يحدث لعظامهم وعضلاتهم؟ هل تغيروا نفسيا؟ وهل تقل قدرتهم على أداء مهامهم مع مرور الزمن؟ من خلال مراقبة طاقم المحطة على مدى الـ16 عاما الماضية، تعلمنا الكثير عن رحلات الفضاء لمدة طويلة. لقد تعرفنا على التغييرات الغذائية التي تُفقد العضلات الكثير من قدرتها وتفقد العظام كثافتها المعتادة. ولقد لاحظنا تغييرات لم نكن نتوقعها، مثل تغييرات صفة النظارات كما في شكل تغييرات العين أثناء رحلات الفضاء لمدة طويلة.
ويقدم الطاقم أيضا التجارب التي تركز أكثر على الناس في الأرض. على سبيل المثال، دراسة تقليص العظام السريع الذي يمر به رواد الفضاء أثناء وجودهم في الجاذبية الصغرى، ودراسة تأثيرها يمكن أن تفيدنا بمزيد من المعلومات عن تقليص العظام الذي يعاني منه كبار السن على الأرض.
إنه بالتأكيد يمكننا تصميم الروبوتات على الأرض التي باستطاعتها القيام بمهام دقيقة جدا، ولكن مثل تلك الروبوتات هي درجة كبيرة وعالية من التخصص. إن تكلفة إيصال الروبوتات لكل مهمة ضرورية في الفضاء تكون باهظة. ولقد أجرينا تجربة اختبار روبوت يسمى "روبونايوت" Robonaut على متن محطة الفضاء الدولية، إلا أنه لم يكن بارعا بالمستوى المطلوب.
تتطلب بعض التجارب المرونة والبراعة من يد الإنسان. على سبيل المثال، تشريح الأسماك وإعداد الشرائح مع شرائح رقيقة من علم التشريح. وبالتالي فإن المعدات في الفضاء تحتاج إلى خدمات إصلاح أو استبدال.
بعد خسارة مكوك الفضاء "كولومبيا"، كانت الحكومة تخطط لإلغاء مشاركة مرصد "هابل" في خدمات الصيانة. وقد تم وضع فريق لتصميم خدمات مهمة الروبوت. وخلص إلى أن هناك بعض المهام التي لا يمكن إجراؤها ببساطة عن طريق الروبوتات.
قبل نحو 12 عاما، فشلت أجهزة الكمبيوتر المركزية في الجزء الخاص بروسيا بسبب التآكل الداخلي. وقد قام رواد الفضاء باستكشاف الأخطاء المرئية وإصلاحها. وإذا لم يكن باستطاعتهم إصلاحها، لتعطلت أجهزة الدفع التي تحافظ على بقاء محطة الفضاء الدولية في المدار.
وأخيرا وليس آخرا، بإمكان رواد الفضاء أن يخبرونا كيف تبدو الأرض كرة صغيرة من الفضاء البعيد؟