من نتائج ارتفاع الجدار العنصري بين النساء والرجال في مجتمعنا أن أصبحت العلاقة بين المرأة والرجل مربكة. كانت الحجة من بناء هذا الجدار هي حماية الفضيلة، وقطع أي وسيلة قد تتسبب في انتشار الرذيلة. فأصبح الشاب يدخل العشرين من عمره وهو لم ير أنثى قط! وكذلك هو الحال مع الفتاة. هذا سبب لنا الكثير من الخلل، منه انتشار الشذوذ بين الجنس الواحد، ولا أعتقد أن أحدا يستطيع إنكار ذلك، سواء في مدارس البنات أم في مدارس البنين.

ومن المعلوم أن الميل بين الجنسين غريزي وفطري، والفصل "الجندري" ساعد في كثرة العلاقات المحرمة بالخفاء بين الفتيات والشباب. هذا النوع من العلاقات خطير جدا لأنه لا يكون لهدف سامٍ كالزواج وإنما للمتعة وإشباع الرغبات. فهي غريزة في الإنسان لا نستطيع أن نمنعها مهما وضعنا من قيود وحواجز.

ومن نتائج هذا الفصل إساءة الظن بين الجنسين، فلو جاءت فتاة في مكان عام لتسأل شابا عن أي شيء لتبادر لذهنه أنها تريد منه شيئا آخر غير الذي تُظهره في سؤالها، والعكس صحيح لو كان الشاب هو الذي سأل فتاة.

أيضا نسب الطلاق مرتفعة جدا، وهو أمر طبيعي كون الشاب تزوج فتاة لمجرد أن والدته أثنت على رقصها في أحد الزواجات، أو لمجرد أنها بيضاء أو شعرها طويل! هو لا يعرف عنها شيئا وهي لا تعرف عنه شيئا. حتى الشكل يكون بوصف وسيط بينهما!

في كل مجتمع سويٍّ في العالم يكون الزواج وتكوين الأسرة هو الغاية الأساسية لأي علاقة بين اثنين، أما في المجتمعات المنغلقة فكثير من العلاقات المخفية بين الشباب والفتيات لا تتعدى كونها علاقات عابرة لأسباب عاطفية أو غريزية. ولو كانت هذه العلاقة في وضح النهار بين زميل وزميلته في مقر عملهما مثلا، عندها سيتحول هذا الإعجاب إلى مشروع زواج يبدأ بمصارحة الأهل بكل شفافية وينتهي بأسمى علاقة شرعية بين اثنين.