جدد فرع هيئة السياحة والتراث الوطني بالمدينة المنورة دعواته للمواطنين بالإبلاغ عن أي تعديات على المواقع السياحية والأثرية بعد تدخله أول من أمس لإنقاذ موقع حصن وقلعة كعب بن الأشراف التاريخي، من تعديات بمعدة ثقيلة، كانت تحفر في حمى الحصن والقلعة، من قبل أحد ملاك المزارع القريبة من الحصن، حيث تمت إحالة المتسبب للجهات المعنية للتحقيق معه لمعرفة سبب تعديه على الموقع التاريخي.

وكانت الهيئة قد باشرت قبل أشهر حادثتين منفصلتين بعد قيام ملاك مواش بتحويل موقعين أحدهما في محافظة المهد، والآخر في المدينة إلى معاطن للإبل.


الدولة كفلت الحماية

أوضح المدير التنفيذي لجهاز السياحة بالمدينة المنورة المهندس خالد الشهراني، أن الهيئة تلقت بلاغا يفيد بقيام أحد الأشخاص بالتعدي على موقع أثري بالمدينة المنورة "قصر كعب بن الأشرف"، الذي يخضع لإشراف هيئة السياحة والتراث بالمنطقة. وقال: تم على الفور انتقال فريق من المتخصصين العاملين بمكتب الآثار للوقوف على الموقع التاريخي، واتضح وجود آثار تعد عليه، وجرى التنسيق مع الجهات المختصة بشكل عاجل لاستكمال كافة الإجراءات النظامية، والتحفظ على المعدات الموجودة بالموقع.

وحث الشهراني المواطنين على التعاون مع الهيئة في الإبلاغ عن حالات التعدي والعبث بالمواقع الأثرية التي كفلت الدولة والأنظمة حمايتها وصيانتها تحت مظلة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة. مشيدا بجهود المختصين في إعداد الدراسات والمخططات التأهيلية، لتهيئة كافة المواقع الأثرية، والتعريف بتاريخ المدينة المنورة، وتقديم الدعم الفني والخبرات في هذا المجال.


غياب الحماية

قال المرشد السياحي بالمدينة المنورة سلطان آل سعيد عسيري، إنه شاهد معدة ثقيلة داخل حمى حصن كعب بن الأشرف التاريخي، وهي من نوع (بوكلين) تقوم بأعمال حفر، ليقوم بدوره بإبلاغ فرع السياحة الذي تجاوب سريعا مع البلاغات التي وصلت من عدد من المواطنين وإيقاف أعمال الحفر والتحقيق مع المواطن، وهو أحد ملاك المزارع بالمنطقة القريبة من الموقع التاريخي.

وقال عسيري إن أحد أهم أسباب التعدي على المواقع التاريخية هو عدم تطويرها وحمايتها بسياجات، وعدم وجود لوحات تعريفية بتلك المواقع، وعدم وجود معالم واضحة لبعضها.


قيمة تاريخية

وصف الباحث في تاريخ المدينة فؤاد المغامسي، حصن كعب بن الأشرف، بأنه من المواقع التاريخية النادر وجودها بالمدينة المنورة، وله قيمة تاريخية لارتباطه بالسيرة النبوية، وتعود القيمة التاريخية لعمر رصف الحجارة في الحصن. وقال: من المعلوم أن المدينة المنورة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وقبله كانت معروفة ببناء الحصون والآطام، وهي زينة أهل المدينة، كما ورد ذلك عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولم يتبق من الحصون القديمة التي تعود لقرون سوى هذا الحصن، وللأسف رغم وجود السياج المتهالك ولوحة التحذير التي تعود لسنوات من قبل هيئة الآثار آنذاك، إلا أنه توجد في محيطه خاصة من الجهة الشرقية، "ردميات" لمبان تؤثر على الموقع وجغرافيته، وموقع الحصن محط أنظار زوار المدينة المتتبعين لأماكن السيرة، وأيضا محط اهتمام مرشدي الجولات التاريخية لمعالم المدينة، فلا يكاد المكان يخلو من الزائرين، ونأمل أن يلقى هذا الموقع التاريخي مزيدا من الاهتمام والترميم.