سيقوم رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، بزيارة  نصب "بيرل هاربور" التذكاري في يومي 26 و27 ديسمبر الحالي، وسيكون أول زعيم ياباني يقوم بتلك الزيارة، جنبا إلى جنب مع الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال آبي إنه سيذهب إلى نصب "يو إس إس أريزونا التذكاري" لإحياء ذكرى ضحايا الهجوم الإمبراطوري الياباني قبل 75 عاما. وإذا سارت الأمور كما هو متوقع، فإن آبي سوف لن يقدم أي اعتذار رسمي، ولكنه سيفعل الكثير.

وتأتي زيارة آبي بعد 7 أشهر منذ أن أصبح أوباما أول رئيس أميركي يقوم بزيارة هيروشيما، المدينة التي أسقطت الولايات المتحدة فيها قنبلة ذرية في عام 1945 لإنهاء تدخل اليابان في الحرب العالمية الثانية. وقال الرئيس الأميركي إنه لن يستخدم تلك الزيارة للاعتذار عن أول استخدام للأسلحة النووية في الحرب، لكنه قد يعانق بحرارة أحد الناجين من قصف "شينجيكي موري"، وهي لفتة بالنسبة لمعظم اليابانيين أكثر من أي اعتذار.

ويبدو أن لدى الحادثتين التاريخيتين في الحرب العالمية الثانية، المعروفتين اختصارا باسم "بيرل هاربر" و"هيروشيما"، قليلا من المساواة الأخلاقية. ومع ذلك، فإن حقيقة أن هذين الزعيمين لم يشعرا بضغط من بلديهما لتقديم اعتذار، فإن ما يقومان به إلى حد ما يعد عملية أخلاقية في عالم اليوم. ففي كثير من الأحيان، يلجأ أعداء الماضي إلى استخدام أخطاء سابقة لتسجيل نقاط في الوقت الحاضر. 

ومع ذلك، فقد أظهرت اليابان والولايات المتحدة كيف يمكن لأعداء الماضي أن يصبحوا ليس فقط حلفاء، بل أصدقاء مقربين، ورفع مستوى علاقاتهم بالأفعال أكثر من الأقوال.

وفي اليابان، تستمر مصالحة عميقة لإظهار الالتزام بالسلام والنظام الدوليين. كما قال متحدث باسم آبي، إن "الزيارة ستكون بمثابة فرصة لنثبت للأجيال المقبلة عزمنا على عدم تكرار الرُعب والمعاناة من الحرب، وكذلك فرصة لتسليط الضوء على المصالحة بين اليابان والولايات المتحدة".

ويلاحظ أنه منذ الستينات بدأ الزعماء اليابانيون في التعبير بعد الحرب عن الاعتذار للبلدين اللتين هوجمتا في الحرب العالمية الثانية. ولم تنل اليابان آنذاك احتراما مثلما تحظى به اليوم من احترام وإعجاب. والآن هناك عدد قليل من الناس، على الأقل في الولايات المتحدة، يتوقع اعتذارا من آبي. ومن جانبه، يأمل أوباما أن تكون زيارة آبي "شاهدا بأن مرارة الخصوم يمكن أن تصبح  تحالفا وثيقا".

جاء اسم أحد الأفلام الأكثر شهرة في هوليوود -"الحب لا يحتاج أن تقول آسف لمن تحب"– وقد يعني هذا أنه في كثير من الأحيان، يكون التعبير عن الأسف دون ذكر كلمة "آسف" من  المشاعر المفيدة عندما يصبح أعداء الماضي أصدقاء. ولذا، إذا انحنى آبي أمام "نصب تذكار أريزونا" أو حتى عانق أحد الناجين من الحرب العالمية الثانية، فلا حاجة ليقول "نأسف".


صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأميركية