أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن المبالغة في التعامل الأمني مع التهديدات الإرهابية، تصب في صالح الجماعات المتطرفة وتحقق أهدافها بنشر الرعب والفزع بين المواطنين، مما يرفع أسهم تلك الجماعات فيما يشبه عملية التسويق المجاني لها لاستعراض قوتها الوهمية.


مكاسب سهلة للإرهاب

دعا مرصد الإفتاء وسائل الإعلام الغربية إلى عدم تضخيم الحوادث الصغيرة وإلقاء الاتهامات الجزافية على اللاجئين والمسلمين، لأن ذلك يؤدي إلى نتائج عكسية غير مرغوبة، ويضخم من قوة الجماعات الإرهابية وخطورتها، مما يثير حالة من الرعب والفزع بين المواطنين السالمين. مشددا في بيان له صدر أمس، على ضرورة إنهاء الحروب والصراعات في الشرق الأوسط لمعالجة القضايا الشائكة مثل قضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية إلى دول الغرب. وأوضح المرصد أن المبالغة في رد الفعل الأمني أو السياسي تسهم في تحقيق مكاسب معنوية ومادية سهلة لتلك الجماعات الإرهابية التي تنتهز أي حادثة بسيطة لتعلن عن نفسها وتسارع إلى تبنيها قبل أن تسبقها جماعة أخرى، حيث يتم تصوير مثل هذه الحوادث الصغيرة وكأنها فتح مؤزر، وفي المقابل تتناول بعض وسائل الإعلام تلك الحوادث وكأنها تهديد وجودي للبلد المستهدف، مما يشكل عواقب وخيمة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي.


تضخيم التهديدات

أوضح المرصد أن الإجراءات الأمنية المشددة المبالغ فيها تعود بالسلب على معظم اللاجئين في الدول الغربية، حيث تتم معاملتهم على أنهم إرهابيون محتملون، لترتفع نسبة المخاوف من تسلل عناصر إرهابية داخل موجات المهاجرين، مشكلين خطرا أمنيا على الدول المضيفة. داعيا إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بحماية الدول الغربية ومواطنيها من الهجمات الإرهابية، لافتا إلى أن تضخيم التهديدات الإرهابية لا يخدم الإستراتيجيات الأمنية في تلك الدول، بل يشكل تصعيدا وحافزا لتنامي نفوذ التنظيمات والجماعات الإرهابية التي تنتهز المعاملات الأمنية الشديدة والقاسية ضد الأقليات واللاجئين المسلمين لجذب وتجنيد عناصر جديدة، ليصبحوا بعد ذلك قنابل موقوتة في قلب تلك الدول.