كم من حق سلب من صاحبه بغير وجه حق. قد لا يكون حقا ماديا فحسب؛ قد يكون حقا معنويا، وما أكثر حقوقنا التي سلبت منا.

قد يكون هذا الحديث غير هادف لكثير من الأشخاص الذين يقرؤونه الآن، لكني أرى في نفسي -وربما غير الكثير أيضا- الكثير من الحقوق المسلوبة. ومن أهمها في مجتمعنا تلك الممانعة التي توجه لنا في صيغ متعددة: لا تفعل كذا أو كذا... تحت مسمى العادات والتقاليد، وخاصة عندما يكون هذا الأمر غير محرم في الشرع والدين.

ومن صور سلب الحقوق أيضا عندما يحرمون الشخص من خوض التجربة في أي عمل يريده. فالحياة لا تكون إلا بالتجربة والتعلم، وما أصعب هذه الحياة عندما تُمنع من أمر تريد حقاً أن تعيشه، وما أصعب هذه الحياة أيضا عندما يمنعك من ليست لديه أية معرفة بهذا الأمر الذي تريده سوى أنه يرفضه لأسباب غير مقنعة أو يمنعك بسبب العادات والتقاليد! أو يمنعك من لم يمر بتلك التجربة لا لشيء سوى لأنه يجهلها.

أعتبر تلك الحقوق التي سلبت منا حقوقا ضائعة، وقد يرى الآخرون أنها لا تستحق الذكر أو الوقوف عندها، لكني لي رأي آخر لهذا الأمر.. فما أجمل أن يعيش الإنسان بالتجربة فيستفيد منها ويتعلم، ويزداد وعيه وإدراكه، فمن دون أن يعيش تلك التجربة كيف له أن يتعلم، أن يعيش، ويستطيع التفريق بين الخطأ والصواب!

كل شخص منا لديه نظرة ومفهوم للأمور يختلف من شخص إلى آخر، فليس خطأ أن تبدي لي النصح وأن تترك لي الخيارات مفتوحة.. لكن لا تسلب مني حقي في الاختيار والتجربة.