نقلت صحف غربية عن مصادر قريبة من حزب الله أنه يتوقع أن تطالبه إيران، بناء على توجيهات روسية، بمغادرة سورية، مؤكدة أن ذلك جزء من الاتفاق الذي توصل إليه البلدان لحل الأزمة.




في الوقت الذي بدأت فيه روسيا بنشر الشرطة المحلية لإدارة الأوضاع في مدينة حلب السورية، كشفت مواقع إعلامية مقربة من ميليشيا حزب الله اللبناني، أن الأخير بات يعيش حالة من التوجس الشديد بعد خروج تسريبات معلوماتية تفيد بتوجه موسكو إلى طلب مغادرته الأرض السورية، وذلك ضمن اتفاق وقف النار الذي رعته روسيا وتركيا مؤخرا، واشترط فيه مغادرة كل الميليشيات الأجنبية التي تقاتل إلى جانب النظام، كأحد ضمانات الاتفاق تمهيدا للبدء في مفاوضات سياسية مقبلة. وبحسب مراقبين، فإن خروج ميليشيا حزب الله الإرهابي من الأرض السورية سيكون صفعة قوية للنظام الإيراني الذي يعتمد عليها بشكل كبير في إدارة معارك النظام والسيطرة على مواقع المعارضة، فضلا عن أن دور إيران سيتقزم وستصبح لاعبا ثانويا لا تأثير له.

ترحيب النظام

أكدت مصادر إعلامية، أن طلب روسيا من إيران سحب ميليشياتها في سورية جاء بشكل سري وقبل إعلان وقف إطلاق النار، فيما سيكون النظام أكثر الأطراف ترحيبا بهذه الخطوة، كونه يواجه ضغوطا كبيرة من هذه الميليشيات التي باتت تتحكم في السيادة السورية، وأصبحت الدولة رهينة لدى قادة طهران، فضلا عن تغلغل الميليشيات العراقية والأفغانية والباكستانية الأخرى، وأن مثل هذا التوقيت يعتبر فرصة سانحة للتخلص منهم ما أمكن. كما أن الأوساط المقربة من النظام تروّج لمسألة حسم معارك حلب لصالح روسيا، وأن إيران لم تحرك ساكنا، بدليل مسارعة النظام السوري للترحيب في وقف إطلاق النار، وتأخر طهران في إعلانها واكتفائها بإصدار بيانات باهتة من وزارة الخارجية.


مخاوف إيران

حسب خبراء ومحللين، فإن رد إيران على تهميش دورها في سورية سينعكس في تحركاتها المرتقبة، وما إذا كانت قادرة على إثبات دورها في البلاد، والضغط على الجانب الروسي والتراجع عن إلغاء ميليشياتها ومطالبتها بمغادرة البلاد فورا لبدء العملية السياسية. وكانت ميليشيا حزب الله على تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو التي أكد فيها وجوب سحب كل الميليشيات الأجنبية من البلاد، ردت على لسان رئيس مجلسه السياسي إبراهيم أمين السيد الذي أشار إلى أن خروج الحزب من سورية لن يعتمد على قرارات تركية، من دون ذكر أي تفاصيل حول المطالبات الروسية المماثلة، في وقت ترى فيه بعض التقارير المطلعة أن الحزب اللبناني لن ينتظر سوى إيران لكي تحدد له معالم الطريق الذي يجب عليه أن يسلكه.

وفيما يجمع المراقبون أن إيران أصبحت ممتعضة من الدور الروسي في تطويق مدينة حلب مؤخرا، فإنها ستكون مرغمة في نهاية المطاف على القبول بالاتفاق الروسي التركي، وأن عملية خروج ميليشياتها الطائفية من البلاد هي مسألة وقت لا أكثر.