تحتفل المملكة في الثالث من ربيع الآخر 1438 بالذكرى الثانية للبيعة المباركة، وتستعيد حكومة وشعبا سيرة رجال أوفياء، ومسيرة دولة فتية، تشق طريقها بجد لتحقق لنفسها مكانة رائدة في العالم الحديث.

في سبيل ذلك، تتكاتف الجهود وتشدّ السواعد وتظهر أمارات الانسجام، فالدولة التي أسسها جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- ما تزال تسير بخطوات واثقة رغم كل الظروف والتحديات المحيطة، وهذا يجعل المواطن يشعر بالاطمئنان لاختياره الالتفاف مع قيادته.

لقد عصفت بالمملكة مشكلات كبيرة، بعضها كان بسبب الحروب مع الخارج المضطرب حولها، وبعضها مع أعداء الداخل من المغرر بهم، لكنها ظلت متماسكة تراهن على لحمتها في البقاء والاستمرار.

ثم جاءت العثرات الاقتصادية الأخيرة التي لم تقف المملكة حيالها مستغيثة مثلما يفعل بعض الدول، بل التفتت إلى قائمة البدائل التي يمكن خلالها تدارك تلك العثرات ومواصلة مسيرة التنمية. وهنا أيضا أثبت المواطن تلاحمه مع قيادته وثقته الكبيرة في توجهاتها المباركة.

لقد حاول المضللون وأصحاب المصالح الرخيصة الاصطياد في هذه الزاوية بالذات، لكنهم لم يجدوا من المواطن السعودي أذنا صاغية، وهذا ما يدعو إلى التفاؤل حيال المستقبل.

إن ظروفا حادة مثل التي تعيشها المملكة اليوم، ربما تطيح بدولة عظمى، لكن المملكة تثبت للعالم أنها بحق دولة فتية، تزداد شبابا كلما تقدم بها العمر.

لقد أثبتت الدولة خلال تبنيها برنامج التحول الوطني 2020، وخلال رؤية 2030، أنها تسير بهدوء واتزان في طريق المحافظة على مقدراتها الثرية وتاريخها العريق؛ فمن خلال البرنامج الأول والأقرب تنفيذا تكون قد تحولت بهدوء من الاعتماد الكلي على النفط "الذي تسبب إدمانه في العثرات الاقتصادية" إلى العمل وفق قائمة بدائل تملكها المملكة وتحتاج إليها، ويمكن خلال تطويرها والعمل الجاد على تنفيذ مشروعاته، التحول بهدوء ودون الحاجة إلى طلب المعونة الاقتصادية من أحد.

ثم تأتي الرؤية الشمولية للمملكة العصرية عام 2030، حين تكون ثمار برنامج التحول قد طرحت، لينعم المواطن بدولة متحضرة متقدمة في كل المجلات.

كل تلك المنجزات الواعدة، تجعلنا نسعى إلى مزيد من الالتفاف واللحمة مع حكومتنا المباركة، وتعزز لدى المواطن شعوره بالوطنية التي دفعته منذ البدء إلى الإيمان والثقة بحكمة وحنكة قيادته. وسيظل المواطن بهذا الإيمان سدا منيعا وحصنا حصينا ضد المخربين والمضللين في الداخل والخارج، مما يجعل تلك البيعة المباركة مناسبة مثالية لإظهار مشاعر الزهو والمفاخرة، جنبا إلى جنب مع مشاعر الولاء والانتماء.

أدام الله على بلدنا، حكومة وشعبا، هذه اللحمة، وأعاد على الجميع أعيادهم ومناسباتهم، وهم في خير حال.