فيما يستعد نادي الأحساء الأدبي لتدشين مقره الجديد نهاية الأسبوع المقبل في تظاهرة ثقافية يرعاها أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، ويشهدها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي، بحضور جمع من المثقفين والأدباء من مختلف مناطق المملكة، عاد ملف استثمار الأندية الأدبية للدعم المادي الذي تلقته خلال السنوات الست الماضية إلى الواجهة مرة أخرى، والذي لم يظهر أثره سوى على عدد محدود من الأندية الأدبية التي استثمرته في بناء مقرات لها، فيما رأى آخرون أن صيانة وتشغيل مباني الأندية ستمثل ورطة لإدارات الأندية القادمة.
شفافية ووضوح
أظهرت متابعة "الوطن" لنشاطات وتصريحات رؤساء الأندية الأدبية خلال السنوات الخمس الأخيرة تباينا واضحا في طريقة استثمار الدعم الذي وصل حينها إلى 10 ملايين ريال، وهو ما جعل مثقفين ومهتمين بالشأن الثقافي يطالبون بما وصفوه بـ"تقارير شفافة"عن أوجه الصرف لمبالغ الدعم الذي تسلمته كل إدارة كاملا في بداية تسلمها مهام النادي، خاصة أن الأندية الأدبية تباينت كثيرا في الاستفادة من الدعم، ففي حين استثمره عدد من الأندية في تجهيز مقراتها الجديدة ذهبت أندية أخرى إلى الصرف الكبير على فعاليات خلال فترة المجلس الحالية رغم وجود ميزانية سنوية لهذه الفعاليات.
تظاهرة ثقافية
وجه نادي الأحساء الأدبي الدعوة لجمع من المثقفين والأدباء لحضور الحدث الثقافي الأبرز في مسيرة النادي الذي يقام نهاية الأسبوع القادم. ويعد النادي من أحدث الأندية الأدبية تأسيسا، إذ أنشئ في عام 1428، وتسلم أعضاء مجلس إدارته الحالي مهامهم في عام 1432، وبدؤوا العمل في 3 غرف في ضيافة المكتبة العامة بالمحافظة، وخلال أقل من 10 سنوات استطاع النادي ومجلس إدارته الحالي أن يحقق ما لم تحققه بعض الأندية التي فاق عمرها 40 عاما، واستثمر الدعم المادي إلى جانب دعم رجال الأعمال لإنشاء مبنى عبارة عن معلم حضاري على أرض مساحتها 16 ألف متر مربع، ومساحة المبنى 6 آلاف متر مربع ويشتمل على مسرح يتسع لنحو 700 شخص. وقال رئيس نادي الأحساء الدكتور ظافر الشهري إن النادي يفتتح نهاية الشهر الجاري بحلته الجديدة، مؤكدا أنه سيكون من الشواهد الحضارية في الأحساء، وإضافة كبيرة للأدب والثقافة واحتضان المواهب الشابة الواعدة من الجنسين، مشيرا إلى أن النادي ليس عليه أي ديون جراء الانتهاء من المبنى وبنائه، وإخراجه بصورة تليق بالثقافة والمثقفين في الأحساء والمملكة أيضا.
صك تملك
تمنى القاص محمد منصور الشقحاء أن يجد نادي الرياض الأدبي "طريقة" لإنشاء مقره الخاص على غرار أدبي الأحساء. وقال لـ"الوطن": أبارك للأصدقاء في الأحساء افتتاح مبنى النادي الأدبي وفي مقدمتهم رئيس وأعضاء مجلس الإدارة. وذكر الشقحاء أنه يتذكر ما دار خلال أمسية قصصية شارك فيها، حيث دار الحديث عن طموح أسرة النادي في إنشاء مبنى نموذجي، واصفا العرض المرئي الذي قدمه النادي وقتها للحاضرين بـ"الحلم مثار نقاش"، وها هو اليوم يتحقق وفق إمكانات النادي المالية والدعم الكريم من مجتمع الأحساء.
وأشار الشقحاء إلى "أمله" أن تكون الأرض التي بني عليها المقر الجديد لأدبي الأحساء ملكاً للنادي بموجب صك تملك من المحكمة حتى لا يقع في المستقبل إشكال مع جهات أخرى كما هو حال مقر النادي الأدبي بجدة.
توريط للإدارات القادمة
بعد أن بارك الكاتب نبيل زارع لنادي الأحساء هذا "المعلم الحضاري"، استدرك مؤكدا، أنه يعتبر أن بناء مقرات كبيرة للأندية الأدبية توريط للإدارات القادمة، مشيرا إلى أن الوفرة المالية التي جعلت من السهولة بناء المقرات الخاصة بالأندية الأدبية سيترتب عليها مستقبلا مصاريف تشغيل هذا المقر، متسائلا: من سيقوم بتحملها؟ وكيف سيتم تحمل مصاريف النادي مستقبلا؟
وقال "معنى ذلك أن المبنى سوف يستقطع من ميزانية النادي الشيء الكثير"، وأكد على أنه ينبغي على وزارة الثقافة والإعلام أن تحدد مقار مناسبة بمواصفات معينة تتوافق مع ميزانيته وبحسب المنطقة.
أندية استثمرت الدعم لبناء مقراتها
- نادي القصيم: تمكن من إنشاء مبنى فخم، لكنه يعاني عجزا في تسديد كامل العقد للمقاول الذي نفذ مشروع النادي.
- نادي الجوف: تم البدء في إنشاء مبنى للنادي يقع على مساحة أكثر من 7 آلاف متر مربع.
- الحدود الشمالية: تم إنجاز مبنى متكامل بدون داعمين، بل استثمار لدعم الـ 10 ملايين ريال .
- نادي الأحساء الأدبي: استثمر الدعم كاملا إلى جانب دعم رجال الأعمال.
- نادي تبوك: تم إنشاء المبنى الجديد لمقر النادي بتبرّع من عضو شرف النادي الدكتور ناصر إبراهيم الرشيد، وتزويده بمكتبة تحوي عشرات الآلاف من الكتب، وتجهيزها بتقنيات حديثة.
- نادي الباحة: أنهى المبنى عظما ولم يستطع سداد الدفعة الأخيرة للمقاول.