وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، أثناء السنة الأولى من ولايته بإغلاق معتقل جوانتانامو، وها هو الآن يكمل فترة رئاسته الثانية ولم ينجز ما وعد به، تاركا 40 سجينا في المعتقل.
ويعزى عدم وفاء أوباما بوعده إلى إحجامه عن ممارسة صلاحياته القانونية للضغط على معاونيه في وزارة الدفاع (البنتاجون) بشكل فاعل لإغلاق المعتقل، فضلا عن موقف الكونجرس الرافض بحماقة نقل سجناء المعتقل من محبسهم في كوبا إلى داخل الولايات المتحدة، ومن ثم إلى دول أخرى.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها أوباما لإغلاق معتقل جوانتانامو، إلا أنه قد نجح في تخفيض عدد المحتجزين في المعتقل، وبالتالي في تخفيف وصمة المعتقل وتأثيره السلبي على سمعة وصورة الولايات المتحدة في الساحة الدولية. والآن يأمل أوباما في ألا يطيل الرئيس المنتخب دونالد ترمب حياة المعتقل، أي أن يتركه دون إغلاق.
يشار إلى أن الرئيس السابق جورج بوش (الابن) كاد يعترف في نهاية فترته الرئاسية بأن احتجاز مئات الأجانب المشتبه في ضلوعهم بعمليات إرهابية داخل قاعدة أميركية في كوبا، كان خطأ مأساويا أضر بجهود مكافحة الإرهاب بدلا من أن يعززها.
كما أن إساءة معاملة كثير من المعتقلين قد تسبب في استياء حتى المقربين للولايات المتحدة، ووفّر ذريعة لتنظيمي "القاعدة" و"داعش" لأن يجندا عناصر جديدة ويجبرا من يختطفون من رعايا البلدان الغربية على ارتداء الزي البرتقالي الذي يرتديه المعتقلون في جوانتانامو.
وقبل مغادرته البيت الأبيض، خفض بوش عدد معتقلي جوانتانامو من 700 إلى 242 معتقلا، وأرسى نظاما لمراجعة ملفاتهم وعرض المتورطين في جرائم حرب على محاكم عسكرية.
أما مساهمة أوباما فقد كانت واضحة في توفير ملاذات أو إعادة توطين من تم إطلاق سراحهم، لكن هناك من يقبعون في المعتقل رغم الحُكم بترحيلهم، ويوجد 24 سجينا قررت السلطات الأميركية عدم الإفراج عنهم لخطورتهم.
ولدى أوباما تصوّر مفاده بأنه بالإمكان شن حرب على الإرهاب الدولي دون الحاجة لمعتقل جوانتانامو، وإذا كان هناك من يجب استجوابهم فمن الممكن إجراء ذلك على متن سفن أو مواقع أخرى خارج الولايات المتحدة.
وإذا كان ترمب يأمل في عدم تقديم دعاية لأعداء الولايات المتحدة، فيجب عليه أن ينظر بعناية في هذا الأمر، وألا يرسل سجناء جددا إلى هذا المعتقل، بل يتجه نحو إنهاء مهمة أوباما ويبادر بإغلاقه.
صحيفة (الواشنطن بوست) الأميركية