أتمنى أن تصل رسالتي هذه إلى كل أب وأم لديهما أطفال صغار في السن. نحن بطريقة أو بأخرى نتدخل في شؤون الغير وأسلوب تربيتهم لأطفالهم دون أن نشعر.

في وقت من الأوقات كنت رافضا لفكرة وجود الأجهزة الذكية مع أطفالي، بل وكنت أستغرب من الذين يعطون أطفالهم هذه الأجهزة، لأضرارها التي لا تخفى على أحد. أما الآن فابنتي سلاف ذات السنوات الست، وابني خالد الذي لا يزال في السنة الثالثة من عمره؛ كلاهما يملكان أجهزة آيباد. ما الذي تغير؟ وما الذي حصل؟

وجدت نفسي مجبرا على شرائها حتى لا يشعر أبنائي بأنهم أقل من غيرهم. كنت أرى ابنتي في المناسبات تستجدي الأطفال الآخرين ليسمحوا لها بأن تلعب بأجهزتهم، هذا المنظر جعلني أنا وكثيرين غيري من الآباء نرضخ لأشياء لا نريدها. وفي المقابل لا نستطيع أن نفرض على الناس الأسلوب التربوي الذي نراه نحن مناسبا لنا ولأطفالنا. وبما أنني اشتريت لطفلتي هذا الجهاز فمن الطبيعي أن أشتري لطفلي الآخر جهازا مثله. حسنا لقد وقع الفأس بالرأس، وأصبحت الآن مثل بقية الآباء الذين كنت أنتقدهم، ولكني ما زلت أنا ووالدتهم نحاول جاهدين تحديد أوقات معينة لاستخدام أطفالنا لهذه الأجهزة. نفس المشكلة تتكرر، في الاجتماعات والمناسبات نفقد السيطرة على أطفالنا بسبب أطفال الآخرين، ونحتاج لجهد مضاعف لتعويد أطفالنا وإقناعهم بالعودة إلى الأوقات المحددة.

ولذلك أنا أقترح أن نقوم بمبادرة جماعية نتفق فيها على أن تكون مناسباتنا واجتماعاتنا بدون أجهزة ذكية بأيدي أطفالنا. فقط في المناسبات، دعوا الأطفال يلعبون مع بعضهم ويعيشون طفولتهم التي سُلبت منهم. كل ما عليك إذا أعجبتك الفكرة أن ترسل الفكرة إلى لكل من تربطك بهم مناسبة دورية. ناقشوا الفكرة من كل النواحي فإن أعجبتكم فطبقوها من أجل أطفالكم وأطفال الآخرين.