نشر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى مقالا للمستشار الخاص للرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، والمحلل السياسي، دينيس روس، أشار فيه إلى أنه يتوجب على الرئيس دونالد ترمب، اتخاذ عدد من الإجراءات على وجه السرعة، لعزل إيران، مشيرا إلى الخطر الذي تشكله على استقرار العالم، ودعمها المتواصل للإرهاب، ودعا إلى أن تكون قضية احتواء إيران وتحجيم أنشطتها السالبة على رأس الإدارة الأميركية الجديدة.

وقال "قبَل أيام فقط من بدء العام الجديد، أجرت إيران مناورات حربية واسعة النطاق، كما تفاخر أحد كبار قادتها العسكريين بأن الخليج العربي "ضمن نطاق قواتها القتالية". وفي الوقت نفسه قام قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، بمسح البقايا من مدينة حلب التي تعرضت للقصف الشديد. ويبدو أن سليماني يظهر حاليا بشكل بارز حيثما ينشر الإيرانيون ميليشيات شيعية لإضعاف الدول والأنظمة القائمة في الشرق الأوسط. كما تشهد الولايات المتحدة نمطا من العدوان الإيراني المتسارع، منذ بدء تنفيذ الاتفاق النووي مع إيران".

ووجه روس انتقادا للإدارة الأميركية السابقة، قائلا إنه بينما كانت طهران تستعرض قوتها العسكرية وتهدد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ظل رد إدارة أوباما ضعيفا، حيث تجاهلت الطبيعة الشاملة للتهديد الإيراني، وتصرفت ببرود إزاء العقوبات غير النووية، وبالتالي أصبح قادة إيران أكثر جرأة.


تغيير الاستراتيجية

أضاف روس "رغم مساوئ "خطة العمل المشتركة الشاملة" التي لم توقف مسار إيران النووي، بل عملت فقط على تأجيله، إلا أن إدارة ترمب، كي ترد بفعالية، لا ينبغي عليها أن تمزق الاتفاقية في اليوم الأول، لأن من شأن ذلك أن يجعل الإجراءات الأميركية هي التي تثير إشكالا، وليس السلوك الإيراني المهدد والمزعزع للاستقرار. وعلى واشنطن عوضا عن ذلك أن تركز على عزل إيران، وأن ترفع تكاليف استمرار تعنتها. ولتحقيق هذه الغاية، ينبغي اعتماد استراتيجية أكثر توسعا حيال طهران، وبالتحديد من خلال معالجة تلك القضايا الحيوية خارج نطاق الاتفاق، وبشكلٍ خاص تدخل إيران المزمن في شؤون دول الشرق الأوسط. فالملاحظ أنه منذ توقيع الاتفاق النووي، زادت إيران من إرسال الميليشيات الموالية لها، التي تستقدمها من أفغانستان وباكستان إلى سورية، مما يمنحها محيطا عسكريا لنفوذها يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط".


آليات محددة

حدد روس آليات عزل إيران في التحرك بسرعة من خلال الضغط على فرض الحظر الذي وضعته الأمم المتحدة على سفر شخصيات أساسية في القيادة الإيرانية، مثل قاسم سليماني، الذي تم تصويره في حلب والفلوجة وبالقرب من الموصل، وباستطاعتها اتخاذ إجراءات صارمة ضد طهران، لإطلاقها صواريخ باليستية، وفرض عقوبات عليها بسبب استمرار شحنات الأسلحة التي ترسلها إلى اليمن، ومثل هذا السلوك يتحدى مباشرة قرار الأمم المتحدة رقم 2231 الذي يرسخ الاتفاق النووي، ويُعد مثالا على افتقار إيران إلى المساءلة.


المزيد من التشدد

تابع المستشار الأميركي قائلا "يتعين على الإدارة الجديدة حسم أي تهديدات تتعرض لها السفن الأميركية في الخليج، ومنح البحرية الأميركية سلطة جديدة للرد على الاستفزازات. وكذلك لا بد من إبداء قدر كبير من الصرامة لوقف الاعتداءات الإيرانية في الشرق الأوسط، وتوسيع هذه الإجراءات لتشمل حلفاء أساسيين آخرين للولايات المتحدة في المنطقة، وبالتحديد البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات.