أصدرت المحكمة الجزائية في مكة المكرمة صباح أمس، حكما ابتدائيا بالأغلبية يقضي بصرف النظر عن دعوى المدعي العام في قضية المتهمين بـ"رافعة الحرم"، وذلك لعدم الاختصاص ولائيا ولا نوعيا. وقررت الدائرة التعزيرية الثالثة المكونة من ثلاثة قضاة في قرارها الصادر بالأغلبية، الأخذ بدفوع 13 متهما، في أن المحكمة الجزائية غير مختصة بقضايا مخالفات السلامة. واعترض المدعي العام على الحكم، وطلب الاستئناف على أن يكون ذلك خلال 30 يوما طبقا للأنظمة القضائية، للنظر مرة أخرى في قضية حادثة رافعة الحرم التي نتج عنها أكثر من 110 حالات وفاة، وإصابة نحو 209.

ورجح عدد من القانونيين لـ"الوطن" أن تعاد القضية للدائرة الثالثة بالمحكمة الجزائية مرة أخرى من قبل محكمة الاستئناف للنظر فيها لكونها من اختصاصها، لافتين إلى أن المحكمة الجزائية تعتبر الوحيدة المختصة بالقضايا الجنائية وما يتعلق بإزهاق الأرواح وما دونها، كما أن المحاكم الأخرى لها اختصاصات مختلفة عن هذه القضية.




تبادل المذكرات

جاء الحكم بعد مرور نحو 500 يوم من وقوع الحادثة في حضور المتهمين والمدعي العام، وبعد مداولات عدة جرت من خلال عقد سبع جلسات، وتم تبادل المذكرات الجوابية فيها بين المدعي العام ودفاع المتهمين، وأبلغت المحكمة فريق الدفاع عن المتهمين، أنه سيتم إبلاغهم بموعد تسلم صك الحكم خلال 30 يوما من الحكم. وكان فريق الدفاع المكون من ثلاثة محامين، قد رفعوا لهيئة المحكمة التقارير والدفوعات التي قدمتها "شركة بن لادن" خلال التحقيق وجلسات المحاكمة، التي استندت فيها إلى أن حالة الطقس غير العادية والتغيير المفاجئ فيها لم يكن مألوفا ولا طبيعيا أبدا، مرجعة ذلك إلى أن الحادثة وقعت بسبب ظاهرة نادرة الوقوع، وتمثلت في الرياح الهابطة التي نتجت عنها دوامات هوائية شديدة، وكانت سببا في سقوط الرافعة، إضافة إلى رصد 50 صاعقة في مكة المكرمة خلال ساعة واحدة، إضافة إلى أن هذه العواصف صاحبها هطول أمطار غزيرة مصحوبة بالصواعق، والبرق، وانخفاض درجات الحرارة من 45 درجة مئوية إلى 21 درجة، وهو ما يؤكد حدوث رياح هابطة باردة وشديدة، وأيد هذا أن متحدث الدفاع المدني ذكر أن كمية الأمطار الغزيرة التي سقطت على مكة المكرمة في ذلك اليوم وصلت إلى 40 ملم وفي مدة قصيرة جدا.




سرية التحقيقات

كانت قضية متهمي رافعة الحرم قد حظيت التحقيقات فيها بسرية تامة، وتكتم على أقوال المتهمين، ممن وردت أسماؤهم في ملف القضية. وتعود قضية الرافعة إلى بداية موسم الحج قبل عامين، حيث وقعت الحادثة في الحرم المكي عند الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة 11 سبتمبر 2015 في مشروع توسعة المسجد الحرام.