عقود من الزمن مضت ونحن لا نمل ولا نكل من ترديد وسماع العبارة الشهيرة "الأخضر خط أحمر" في رسالة واضحة بأن مجرد التفكير في كل ما يعكر أجواء منتخبنا الوطني هو أمر كوارثي لن يقبل به مهما كانت الأسباب والمبررات، ويؤكد لنا هذا الأمر ما يردده لنا دائما المسؤولون عن الرياضة في هذا الإطار، رافعين شعار "المنتخب أولا" من أجل خلق وتوفير كل السبل الممكنة لتهيئة أجواء صحية تساعد لاعبي الأخضر وأجهزتهم الفنية والإدارية على تقديم كل ما يملكون، سواء من خلال المعسكرات أو البطولات التي يشارك فيها منتخبنا الوطني، لكن للأسف الشديد يبدو أن عبارة "الأخضر خط أحمر" ماهي إلا شعارات زائفة، يرفعها بعض المهتمين، لنجد أنها تتحطم في أول مواجهة مع أصحاب النفوذ القوي في الأندية، الذين يجرؤون على مفاوضة اللاعبين أثناء تأديتهم مهامهم الوطنية دون أدنى شعور بالخجل والمبالاة، والشواهد على ذلك كثيرة، بل أنها لا تعد ولا تحصى، فجميعنا مازال يتذكر جيدا كيف تحولت بعض منتخباتنا السنية في فترة سابقة إلى رافد رئيسي لأحد الأندية الكبيرة، في الوقت الذي كان يتوجب أن تكون الأندية هي الرافد الرئيسي لمنتخباتنا وليس العكس، مرورا بالكثير من الأحداث التي شهدتها فترات مختلفة من تكرار الاختراقات لمعسكرات المنتخب، والتي باتت المكان التفاوضي الأول لعدد من الأندية التي آمنت العقوبة، فزادت من تجاوزاتها السافرة دون رادع من المسؤولين عن رياضتنا، وتحديدا المسؤولين عن منتخباتنا الوطنية الذين يكتفون بالصمت أحيانا، وبالابتسامة في أحايين كثيرة، لتتحول مقولتهم "الأخضر خط أحمر" والتي أزعجونا بها على مدى عقود من الزمن إلى "الأخضر خط أخضر"، في إشارة واضحة إلى أن معسكرات منتخباتنا باتت للأسف الشديد هي المكان المناسب لمفاوضة اللاعبين بعيدا عن عيون أنديتهم طالما أن المسؤولين عن منتخباتنا يكتفون بالفرجة على مثل هذه التجاوزات المخجلة والمعيبة.