حقوق الإنسان هامة جدّا في أنظمة منظمة الصحة وصحَّة المجتمع، وقد تحرز تقدمًا ملحوظًا في مجال تقديم الخدمات الصحية على أعلى مستوى، وتشمل هذه الحقوق المتعلقة بالصحة حق الحصول على المقومات الأساسية للصحة، وحق الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالصحة، وحق الحرية من التمييز والعلاج الطبي غير الطوعي، والحق في الرعاية الصحية الأولية الأساسية، وهذه الحقوق تسعى لتحسين صحة ورفاهية المواطنين في المجتمعات.

إدراج إطار حقوق الإنسان في القطاعات الصحية جهد مكمل لفهم وتحسين رفاهية الإنسان، ومن الضروري احترام حقوق الإنسان الخاصة بهم. فيجب أن يكون هناك توازن بين أهداف الصحة العامة ومعايير حقوق الإنسان، فالصحة وحقوق الإنسان مترابطة، ولها آثار كبيرة على الفرد والمجتمع، وبالتالي يجب بذل جهود تعاونية وتكاملية لتعزيزها وحمايتها.

عرفت منظمة الصحة العالمية بأن الصحة هي "حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز". العناية بالصحة البدنية والعقلية والاستقرار الاجتماعي والنفسي هي الخصائص الأساسية للشخص السليم، وحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 المادة 1 تنص على أن "جميع الناس يولدون أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق"، وهذا يعني أن جميع الناس متساوون في الحقوق، بغض النظر عن العرق والجنسية ونوع الجنس واللون واللغة والمستوى التعليمي والمركز الاجتماعي و.......

يحتاج العالم اليوم إلى تثقيف المجتمعات ونشر الوعي بشكل كافٍ حول العلاقة بين الصحة وحقوق الإنسان، وهذا التثقيف والوعي قد يسهم بشكل إيجابي في ضمان حقوق الإنسان المتصلة بالصحة، الصحة أمر هام وأساسي لكل فرد من أفراد المجتمع، وفهم الحقوق أيضًا أمر هام، قد يسهم في تطوير وتعزيز صحة الفرد والمجتمع.

ذكر العالم ليري (1994) أنه يجب أن تستند حقوق الإنسان إلى الكرامة، والمساواة، والاحترام، والإنصاف، والاستقلال الذاتي. ويجب أن تنشر حقوق الإنسان على نطاق واسع لا أن تبقى محصورة في سياسات المنظمات الصحية، بل تطبق في مجالات المنظومة الصحية، وتنشر من خلال برامج التثقيف الصحي، ولو تم تطبيق هذه المفاهيم على حقوق المرضى والموظفين في المنظومة الصحية فسوف تسهم بإذن الله في فهم وتطوير الخدمات الصحية المقدمة لكل فرد. المبادئ التالية توضح إطار حقوق الإنسان وربطها بأمثلة من نظام الرعاية الصحية.

الكرامة: يعني حق الكرامة عدم تعرض الإنسان للتعذيب أو المعاملة بطريقة غير إنسانية أو مهينة، ولذلك يجب شرح كل الإجراءات الطبية قبل إجرائها للمريض، وأيضًا من الكرامة للمرضى أن نتقبل عادات وسلوكيات المرضى حسب ثقافتهم الدينية وعاداتهم المجتمعية دون تعليق أو رفض.

المساواة : حق المساواة هذا يعني تكافؤ الفرص للجميع دون تمييز، على سبيل المثال: توزيع القوى العاملة في المرافق الصحية بشكل متساوٍ مع تحقيق المساواة في الفرص التعليمية والتطويرية والتدريبية دون تمييز، وكذلك المساواة بين جميع المرضى في استكمال الخطة العلاجية في المرافق الصحية من خلال عملية مثل: التقييم والتشخيص والعلاج والمتابعة الصحيّة.

الاحترام: يجب على مقدمي الرعاية الصحية في المرافق الصحية ضمان احترام الخصوصية والسرية للمعلومات الصحية الخاصة بالمرضى في جميع الأوقات، واستخدامها في الحالات العلاجية فقط، وكذلك احترام حقوق المرضى الذين لا يرغبون في الكشف أو العلاج من قبل شخص من جنس آخر ( رجال..رجال) (نساء..نساء).

الإنصاف: الإنصاف في مجال الرعاية الصحية ينبغي أن يكون قائماً على العدل لجميع المرضى بالعلاج والوقاية من الأمراض والتحصينات دون تفرقة، وكذلك العدل لجميع مقدمي الرعاية الصحية بأوقات العمل وساعات الدوام والفرص التعليمية والتدريبية والجزاءات وكافة الامتيازات دون تفرقة.

الاستقلال الذاتي: تعني الاستقلالية، حرية الفرد في تقرير مصيره، وبهذا يحق للمرضى الاختيار، وتعزيز حق تقرير المصير في خيارات العلاج المتاحة له بقبولها أو رفضها، بحيث يكون مسؤولاً عن قراراته بنفسه، وكذلك الحق في حرية الاختيار للطبيب المعالج وطريقة العلاج.

القيم والمبادئ المتعلقة بصحة الإنسان وحقوقه المرتبطة بها جانب هام من الخطط الصحية الحديثة، والتي تركز وتعتمد على التثقيف الصحي، وتغير بعض المفاهيم في المجتمع، ويجب علينا مراعاة ذلك عند وضع السياسات الخاصة بالمرافق الصحية، وخاصة السياسات المتعلقة بصحة الفرد والمجتمع، مثل قسم علاقة وحقوق المرضى، ونعمل على نشرها لرفع مستوى الوعي وثقافة المجتمع.