سامانثا فينوجراد


سيكون التاريخ ملطخا بالمأساة المروعة التي تشهدها سورية الآن. فلقد مرَّت ست سنوات تقريبا من الأعمال الوحشية التي أدت إلى مقتل ما يزيد على 500 ألف شخص، وشردت أكثر من 13.5 مليون شخص هم الآن في أمس الحاجة للمساعدات الإنسانية. وإذا افترضنا حدوث الشيء نفسه في الولايات المتحدة مثلا، فإن ذلك يعني مقتل 6 ملايين شخص- أي ما يقارب عدد سكان مدينتي لوس أنجلوس وهيوستن معا. تخيل للحظة واحدة ما سيكون عليه الحال إذا كان نصف عدد سكان الولايات المتحدة من النازحين؟ في الواقع، هذا هو بالضبط ما حدث في سورية.

هناك عدد من القرارات التي أدت بنا إلى ما نحن فيه اليوم من آلام قد تؤثر بصورة مباشرة على أجيالنا المقبلة. ولذلك يجب علينا الآن التركيز على كيفية تخفيف معاناة الشعب السوري بأسرع ما يمكن، وفي ذات الوقت إخضاع المسؤولين عن هذه الفظائع للمساءلة.

لقد أثارت ضخامة المأساة مسألة ما يمكننا القيام به على أرض الواقع. في الحقيقة، هناك الكثير الذي يمكننا فعله كأفراد، وأسر، وشركات أميركية. ولدينا أصوات يمكننا استخدامها بأعلى مستوى لتصل إلى المسؤولين.

أولا: يمكننا ويجب علينا التحرك فورا لمساعدة هؤلاء في سورية الذين فروا إلى البلدان المجاورة. وأن تكون هذه المسألة ذات أولوية بالنسبة للرئيس المنتخب دونالد ترمب والكونجرس.

ثانيا: يجب أن نضغط على مسؤولينا المنتخبين لتأمين ممر آمن للمدنيين العُزل الفارين من العنف في سورية. ويجب تحديد الشركاء الذين سيعملون معنا لخلق قوة دولية يتم تكليفها بحماية الأشخاص الذين تم إجلاؤهم. وإن إقامة منطقة حظر الطيران تُعد عنصرا حاسما في هذا الجهد.

ثالثا: عندما يخرج اللاجئون من منطقة الصراع، فإنهم بحاجة إلى مكان آمن للجوء إليه لبدء حياتهم من جديد، فعلينا في هذه الحالة زيادة العدد المحدد بـ10 آلاف في مطلع العام الماضي، خاصة بعد نزوح 40 ألف من حلب في ديسمبر الماضي. 

قال مسؤول سابق في الإدارة الأميركية يعمل الآن بالقطاع الخاص، إنه معجب بمبادرة البيت الأبيض بالدعوة للمشاركة في اليوم العالمي للاجئين. واستجابة لهذه الدعوة يمكن للشركات أن تنظر في كيفية دعم اللاجئين الذين أعيد توطينهم حديثا، سواء بتخصيص وقتها أو مواهبها أو مواردها لمساعدتهم في مواجهة أزماتهم.

وسأل كثير من المهتمين بشؤون اللاجئين عن الكيفية التي تمكنهم من التواصل لتلبية هذا الواجب المُلح.  فإنني أقول لهم إن أصواتنا اليوم يمكن أن تصل سريعا إلى صُناع القرار. فكل واحد منا لديه الوقت لكتابة رسالة إلى الرئيس المنتخب دونالد ترمب، والاتصال بأعضاء الكونجرس لمطالبتهم باتخاذ خطوات حاسمة لدعم اللاجئين كأمر بالغ الأهمية، وبشكل يحمي سلامة مواطنينا. 

وفي حين نبدأ عام 2017، دعونا ألا ننتظر ونتساءل عن المشكلة المؤلمة المقبلة. ودعونا أيضا أن نستخدم كل منشآتنا للتصرف حيال هذه المشكلة بأقصى سرعة ممكنة.


* كبيرة مستشاري الأمن القومي في الفترة  2009-2011- صحيفة (يو إس أيه توداي) – الأميركية