أوضحت مجلة "ناشيونال إنترست" الأميركية في تقرير لها، أن حماقة السياسات الأميركية نحو الشرق الأوسط ظهرت بوضوح في تعاملها مع الملف الليبي، حيث يشتعل الصراع بين حكومة الوفاق الوطني المدعومة من واشنطن، والمشير خليفة حفتر، الذي يحظى بدعم روسي متزايد، والمجموعات المسلحة الموالية لكلا الطرفين من جهة أخرى.

وقالت المجلة "الإدارة الأميركية اتبعت السياسات المتخبطة نفسها التي اتبعتها في العراق، فهي لم تهتم بدراسة الانقسامات والصراعات المختلفة التي تتشابك في ليبيا منذ عقود، وتسببت واشنطن في فوضى داخل ليبيا، في سعيها لاستبدال نظام ديكتاتوري بآخر ديمقراطي".

وأشارت المجلة إلى أن أفضل وصف لليبيا حاليا هو أنها تحولت إلى لعبة بين المجموعات المسلحة، التي ستحدد في النهاية المصير السياسي للدولة، وأن رفض مجلس النواب منح الثقة لحكومة الوفاق الوطني واستمرار النزاع بين الطرفين يحبط أي محاولات دولية لتوحيد البلاد، لافتة إلى تصاعد حدة الصراع بين الطرفين عقب طرد تنظيم داعش من مدينة سرت.



دعم الإدارة الجديدة

ذكرت المجلة أن الأطراف في شرق ليبيا تتوقع مزيدا من الدعم من الإدارة الأميركية الجديدة والرئيس دونالد ترمب، ويحظى المشير خليفة حفتر، ومحور طبرق بدعم القوى العربية والغربية، كونه أكثر التزاما بمحاربة الإرهاب، مقارنة بالأطراف في طرابلس. كما توقعت المجلة أن يتحرك الأخير نحو العاصمة طرابلس، ويفرض سيطرته على كامل الدولة، حيث يعتقد أنه يستطيع التواصل مع كتائب الزنتان جنوب غرب العاصمة، مشيرة إلى أن روسيا دخلت على الخط في الأزمة وشابهت بذلك تدخلها في سورية. وخلصت المجلة إلى أن ليبيا حاليا تخدم هدف روسيا في تعزيز وجودها في منطقة البحر المتوسط، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يأمل في تحقيق انتصارات عسكرية وأيديولوجية عن طريق دعم رجل قوي مثل حفتر، في وقت تتعثر وتتراجع فيه سلطة حكومة الوفاق المدعومة غربيا، خصوصا بعد استقالة مسؤولين منها وتحميلها مسؤولية عمليات الاختطاف والقتل التي وقعت على مدار العام الماضي.