أكد عضو اللجنة النفسية في مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة الدكتور عبدالمنان ملا بار، أن التنشئة الأسرية في بعض الأسر "سيئة للغاية"، وأسهمت في تعزيز سيكولوجية "نحن" لدى أفراد الجماعات الإرهابية، مبينا أن هناك 3 مراحل ومستويات لتقبل التطرف وهي المستوى العقلي، ثم المستوى الانفعالي، والمستوى السلوكي، لافتا إلى أن التطرف لا يقتصر على الفكر الديني فقط، بل هناك تطرف سياسي واقتصادي واجتماعي.



سيكولوجية نحن

أوضح ملا بار ورقته عن "الاستعداد النفسي لتقبل التطرف: التشخيص والتدخلات" ضمن ملتقى "مسؤولية الجامعات في تعزيز الأبعاد الوقائية لمواجهة التنظيمات الإرهابية" والذي أسدل ستاره أمس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، أنه وبعد دراسة أجراها على 28 منطقة تعليمية في المملكة تناولت المشكلات الأسرية التي تؤثر على شخصية الأفراد، ظهرت نتائج تبين أن هناك تنشئة أسرية فيها خلل كبير لدى كثير من السكان.

وأضاف: "لمست هذا في الواقع على معظم المستفيدين من مركز الأمير محمد بن نايف، حيث إن تنشئتهم الأسرية كانت سلبية، إما من خلال الحرمان من أحد الوالدين أو جراء صدمات نفسية أو صراعات عائلية، وقد مر بأحد هذه المشكلات معظم من عاد من الاشتراك بالصراعات الدائرة في سورية والعراق".

أبان عضو لجنة المناصحة أن "التنشئة السيئة" أسهمت في ترويج "سيكولوجية نحن" لدى أفراد الجماعات الإرهابية، وتتمثل بـ"نحن نستقبلكم ونحن نعطي لكم مكانتكم ونعزز ذواتكم"، لتبدأ بعدها المسيرة المنحرفة من خلال هذا التغرير العاطفي فقط.



التركيز على طلاب الجامعات

شدد ملا بار على أن الفئة العمرية التي تدرس في الجامعات مهمة جدا للتركيز عليها، وإن كانت الفئات العمرية التي قبلها مهمة أيضا لدواعي التنشئة السليمة، كون الفاسدين من المتطرفين يستخدمون كل وسائل التواصل للتأثير والوصول إليهم، كذلك الحرص على دور أعضاء هيئة التدريس في الجامعات ودور الأسرة داخل المنزل في التوجيه والإرشاد والتربية، لافتا إلى أن أكثر من 70% من الشباب في المملكة تتراوح أعمارهم بين 14 و28 سنة، والمسؤولية تجاههم عظيمة وليست مقتصرة فقط على رجال الأمن، بل على المعلمين والأكاديميين والمشايخ وكافة شرائح المجتمع.



الاستعداد النفسي

فسر ملا بار التهيئة النفسية الكامنة الموجودة لدى الشخص بأنها تتكون من خلال الفكرة أو المعلومة، حيث إن أي مشروع يبدأ بالاستعداد، وهو أمر طبيعي، ولكن قد يكون الاستعداد حاضرا لدى الأشخاص خلال حملهم أفكارا متطرفة وسلبية أو عدوانية وعنيفة تجاه موضوع معين أو فكرة معينة، مبينا أن جانب الاستعداد قد لا يظهر للعيان لأنه مكنون داخل الإنسان، ويظهر بعد ذلك على شكل قدرة، مؤكدا أن الاستعداد النفسي سيكون مؤشرا لعمل إجرامي مستقبلي إذا سمحت الظروف وتهيئة العوامل المساعدة.


المستوى العقلي


ـ جمود في الجانب الفكري وانغلاق تام على تقبل أي فكرة أو تصرف مغاير





المستوى الانفعالي


الوصول لشدة في الانفعال والغضب وعدم تقبل الرأي الآخر إلا من الرفقة القريبة من خلال تبني نفس أفكارهم


المستوى السلوكي


جانب عدواني ويكون بالعمل المباشر من خلال التدمير والتخريب، وهو ما يسمى بمرحلة التنفيذ