نشر موقع "ليبيرتي بوليتيك" الفرنسي تحليلا أكد فيه أن روسيا تنوي استعادة وجودها السابق القوي في الشرق الأوسط عبر الوصول للسواحل الليبية، وذلك بعد ضمان وجودها في القرم، وتحسن علاقتها مع الحليفة التركية، مرورا بالمصالح الاستراتيجية التي ضمنتها في سورية. وأوضح التقرير أن موسكو سعت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى إعادة خلط أوراقها السياسية المتوسطية، مستغلة بذلك التراجع الأميركي في عهد الرئيس باراك أوباما، والفوضى التي حدثت في المنطقة. وأشار التقرير إلى أن بوتين استطاع الاستفادة من الثغرات التي وقعت فيها واشنطن خلال السنوات الماضية، وتمكن من استقطاب تركيا لصفه، رغم توتر العلاقات معها بسبب إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر 2015، بينما احتضنت واشنطن المعارض التركي فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في العام الماضي.

إعادة التموضع

قال التقرير إن مسألة استعادة شبه جزيرة القرم إلى روسيا عام 2014، تعتبر أولى الخطوات التي مكَّنت بوتين من التحرك والاستفادة من التجاهل الغربي، رغم فرض حزمة من العقوبات الاقتصادية على الاقتصاد الروسي بسبب هذه الخطوة، إلا أن ذلك لم يثن موسكو عن استكمال حلمها نحو المنطقة المتوسطية الجديدة. وأكد التقرير أن الأوروبيين فوتوا على أنفسهم فرصة استعادة القرم، حيث كانوا يجهلون مدى أهميتها عند القومية الروسية التي تظن أنها جزء من تاريخها القومي، وبالتالي فإن موسكو ضمنت لنفسها ملاذا لقاعدة بحرية روسية دائمة، كخطوة أولى للانطلاق نحو مياه البحر الأبيض المتوسط. وتطرق التقرير إلى كيفية انتقال روسيا للمرحلة الثانية من مخططاتها، حيث سارعت إلى حفظ قواعدها البحرية والجوية على السواحل السورية في طرطوس واللاذقية، التي تعتبر من أقدم قواعد الاتحاد السوفييتي السابق في المنطقة، لافتا إلى أن التحالفات الجديدة مع موسكو وأنقرة، ضاعفت حرية الملاحة الروسية في الممرات البحرية، وهي رسالة تركية غاضبة للدول الأوروبية، بسبب التوترات القائمة بين الطرفين.

 


استرداد النفوذ

أبان التقرير أن موسكو لم تستثن القاهرة من تحالفاتها الجديدة، حيث ضمنت الدبلوماسية الروسية قيام توافقات وتحالفات مع القيادة المصرية، خصوصا في ظل الاضطرابات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة بشكل عام، حيث شهد العام الماضي مشاركة مكثفة بين مظليّين روس في مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش المصري في الصحراء التي تفصل الحدود المصرية عن مدينة برقة الليبية. وخلص التقرير إلى أن نفاذ البحرية الروسية الدائم إلى مياه البحر المتوسط، لا يزال يعتبر أحد أهم نتائج التدخل العسكري الروسي في سورية، معتبر أن هذا النجاح الذي تراه موسكو في الوصول إلى دول حوض المتوسط، لم يحققه حتى زعماء الاتحاد السوفييتي السابقين.


الخطوات السبع


استعادة شبه جزيرة القرم

استغلال التراجع الأميركي

 التهديدات

 المتكررة لأوروبا

 الهيمنة على سواحل سورية

جذب تركيا بعيدا عن الغرب

 تكثيف التعاون  مع مصر

استغلال الفوضى الليبية