تمكن الجيش السوري الحر، أمس، من السيطرة على مواقع جديدة في مدينة الباب، عقب معارك محتدمة مع عناصر تنظيم داعش، تزامنا مع وصول قوات النظام إلى الجهة الجنوبية للمدينة. وطوَّق الجيش الحر صوامع الحبوب والنادي الرياضي ومواقع أخرى، بعد معارك مع التنظيم في الجهتين الغربية والجنوبية الغربية من المدينة، فيما تواصلت الاشتباكات بين كر وفر من الجانبين، إضافة إلى عمليات تسلل ينفذها عناصر التنظيم في بعض المناطق التي فقدوا السيطرة عليها. من جهة أخرى، أفاد إعلام النظام السوري بأن قواته سيطرت على قرية أبو طلطل التي تتصل ببلدة تادف الممتدة من مدينة الباب، وباتت على بعد أربعة كيلومترات من قلب المدينة، في وقت تستفيد الأخيرة من القوات الكردية في تطويق جبهات المدينة المحاذية للحدود مع تركيا.

وأكد نشطاء ميدانيون أن منظومتي الإسعاف والدفاع المدني خرجتا عن الخدمة في المدينة، وباتت تقتصر على تقديم الخدمات الطبية في مستشفى ميداني بدائي يقدم الأولوية لعلاج جرحى عناصر التنظيم المتطرف. وتحدثت المصادر عن أوضاع إنسانية بالغة السوء، جراء القصف المكثف الذي تتعرض له المدينة، والشح في المستلزمات الغذائية والدوائية، وسقوط قتلى بين المدنيين بشكل يومي.


تطورات ميدانية

أعلن الرئيس التركي، رجب إردوغان، أمس، أن قوات بلاده التي تشن هجوما داعما لفصائل سورية معارضة، دخلت وسط المدينة التي تعد معقل المتطرفين في محافظة حلب، مؤكدا أن استعادتها باتت "مسألة وقت". وأضاف في تصريحات صحفية في إسطنبول "الباب تهاجم من جميع الاتجاهات، وقواتنا دخلت إلى وسطها"، لافتا إلى أن المتطرفين "بدؤوا انسحابهم التام من الباب".

وتخوض قوات "درع الفرات" معارك ضد المتشددين في القسم الغربي من المدينة الذي دخلته أمس، تزامنا مع مواجهات مماثلة تتركز في الأطراف الشمالية، وتترافق المعارك مع قصف وغارات جوية.

وأفادت وسائل إعلام تركية بمقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خلال المعارك، ما يرفع عدد قتلى الجيش التركي منذ بدء الهجوم في 24 أغسطس الماضي إلى 67 جنديا.

وتحاصر القوات التركية والفصائل الباب من الجهات الغربية والشمالية والشرقية، فيما تحاصرها قوات النظام السوري من الجنوب، بعدما تمكنت وبدعم روسي قبل أسبوع من قطع آخر طريق حيوي للمتشددين.


اتفاق المعارضة

نشر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أمس، تشكيلة وفده المفاوض لمشاورات جنيف 4، الذي يضم 21 عضوا، بعد انتخاب أطياف واسعة في المعارضة، إثر اجتماع الرياض، عضو الائتلاف نصر الحريري رئيسا للوفد، والمعارض المستقل محمد صبرا، كبيرا للمفاوضين. وحل المعارضان المدنيان مكان رئيس الوفد السابق، العميد أسعد الزعبي، وكبير المفاوضين، محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، الذي ترأس وفد الفصائل العسكرية لمحادثات استضافتها أستانة، الشهر الماضي.

ويضم وفد المعارضة عشرة ممثلين عن الفصائل العسكرية، أبرزها "فيلق الرحمن"، و"لواء السلطان مراد"، إضافة إلى فصائل معتدلة في شمال وجنوب سورية، في غياب ممثلين عن فصائل تتمتع بنفوذ، لا سيما "جيش الإسلام". وضمت قائمة الائتلاف أيضا ممثلا عن كل من منصة موسكو، وتضم معارضين مقربين من روسيا، أبرزهم نائب رئيس الوزراء السابق، قدري جميل، ومنصة القاهرة، التي تضم معارضين مستقلين، بينهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي.