كشف تحقيق أجرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية عن وجود شركة روسية تدير مرتزقة يقاتلون إلى جانب بعض الفصائل السورية المسلحة، إضافة إلى تقديم خدمات أخرى استشارية وقتالية. وقالت المجلة إن خدمات الشركة الروسية تعتبر سابقة من نوعها بين الشركات التي تدير مرتزقة في الحروب العسكرية، بسبب أنها تحتضن مقاتلين سابقين في الجيش الروسي، انشقوا وأصبحوا يقاتلون ضد مصالح موسكو في عدد من المناطق، بدليل أن القوات الجوية الروسية استهدفت بعضهم في مدينة إدلب. وقالت المجلة إن مؤسس الشركة التي تدعى "ملحمة تاكتيكال" أوزبكي انتمى للقوات الروسية الخاصة خلال شبابه برتبة جندي، قبل أن ينشق ويطلق على نفسه كنية "أبورفيق"، وتنقل بين الفصائل السورية المعارضة منذ عام 2013، قبل أن يستقل ويؤسس شركته، مشيرا إلى أنه تعرض عدة مرات لمحاولات اغتيال من القوات الروسية في سورية ونجا منها، إلا أن عائلته قتلت في تلك الغارات. وتطرق التقرير إلى أن مهمة الشركة تشمل تقديم الاستشارات العسكرية والقتالية، وتزويد المقاتلين على الأرض بمعدات عسكرية روسية الصنع، لافتا إلى أن جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة استفادت من خدمات هذه الشركة، إضافة إلى بعض الفصائل الأخرى.
تجارب سابقة
أوضح التحقيق أن روسيا كانت سباقة في الاستعانة بخدمات المرتزقة في سورية، إلا أن التجربة فشلت بعد سرقة معدات وأسلحة المقاتلين، وتحطم بعض المروحيات الروسية، وعدم صرف رواتب للمرتزقة، وأضاف التحقيق، إن المرتزقة عادوا بعد ذلك إلى سورية فور التدخل الروسي في سبتمبر 2015، وقدر عددهم حينها بنحو 1500 إلى 2000 مقاتل، وأغلبهم مقاتلون سابقون تابعون للحكومة الروسية في شرق أوكرانيا، وكانت تسمى مجموعتهم باسم "واغنر" وقائدهم ينتمي للقوات الروسية الخاصة سابقا. وتطرقت المجلة إلى أمثلة أخرى من الشركات التي تقدم خدمات المرتزقة عبر العالم، على غرار شركة "بلاك ووتر" ذائعة الصيت التي قاتلت أثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وبعض الشركات الأخرى، إلا أن الشركة الروسية تبقى فريدة من نوعها، بسبب أن قيادتها تنتمي للقوات الروسية، وانشقت عنها وأصبحت تقاتل ضد النظام السوري، إضافة إلى أنها تركز على تحقيق الأرباح أكثر من إحراز نصر عسكري.
طموح وآفاق
نقلت المجلة في مقابلة حصرية مع مؤسس الشركة "أبورفيق" قوله إن خسارة مدينة حلب مؤخرا، لم تثن بعض الجهات عن طلب خدماتها، مؤكدا أن جبهة النصرة والحزب الإسلامي التركماني التابع لأقلية الإيغور في شمال الصين استفادوا من خدماته، متوقعا أن يوسع من مجالات عمله حتى تصل إلى ميانمار، وشمال القوقاز، لقتال القوات الروسية هناك. وأضاف أن الشركة وعناصرها تستخدم أسماء مستعارة في الشبكات الاجتماعية، تجنبا للملاحقات، في وقت تختلف فيه هذه الشركة عن نظيراتها من حيث التكتيك العسكري والقتالي، حيث إن أفرادها يحاولون تجنب الدخول في المعارك الميدانية ويكتفون بتقديم التدريبات العسكرية والاستشارات، وتنسيق مبيعات السلاح بين التجار، وفي بعض الأحيان يضطرون للقتال تحت مسمى "قوات النخبة" ضد الروس والنظام السوري.
تكتيك الشركة
تنسيق مبيعات الأسلحة
القتال ضد روسيا والأسد
تدريب الفصائل المسلحة
التفكير في القتال بالقوقاز
تجنب
القتال الميداني
تقديم استشارات عسكرية