ربما مثلي تذكرون ذلك الأميركي الذي صرخ على منصة حفل الأوسكار قائلا: عار عليك سيادة الرئيس، وكررها عدة مرات ليخطف قلوبنا وعقولنا.
هو القائل أكره أن أعيش في بلد كهذا، ولكني لن أغادر، وهو الذي تساءل لماذا هم فقط الفقراء الذين يعانون، وهو الذي وقف ضد بناء المركز الإسلامي قرب سقوط البرجين في نيويورك، وطالب بأن يتم البناء في نفس مكان الهجوم.
مايكل مور الحاصل على الأوسكار لفيلم ألفه وأخرجه، هل يصبح مسلما لأنه كتب على لوحة أثناء اعتصامه أمام برج ترمب "كلنا مسلمون"؟ لا أظن ذلك، بل ربما معجبوه من المسلمين سيتأثرون بمنهجه ويبحثون عما خلفه ثم يكتشفون بهدوء أنه رجل علماني، بل ما هو أكثر، إنه لا ديني، والشيء الوحيد الذي يؤمن به أن العالم يجب أن يكون مكانا جيدا للإنسان.
في نظري هذا ما سيحدث لمعظم الشباب المسلم وهم يتابعون العالم العلماني والليبرالي وهو ينتفض لحماية المسلمين.
لا شك أن ما هو أعلى هو ردة طبيعية لأصحاب هذا الفكر، لأنهم تعودوا على اقتناص الفرص التي تؤكد سمو فكرهم وتسابقوا لإظهار جماله، في الوقت الذي نحن كمسلمين نتسابق على إظهار الجانب السيئ في تديننا وردات أفعالنا، مما يستوقف فعلا كم من الجمال قد يصبح قبيحا لسوء التسويق وعدم انتهاز الفرص من ممثليه -أي معتنقيه- لإظهار جماله، بل هم أبرع الناس في الإساءة إليه وتشويهه بطريقة تشعر معها بأنك لا تأمل أن يدخل مايكل مور الإسلام فقط، بل إن عمليات التسويق المشوهة تستدرج المعتوهين ومجانين العالم لاعتناقه كما اعتنقه مايكل ناحر الجندي البريطاني في الشارع.
هل نحن قادمون على موجة تسويق كبرى للعلمانية وقيمها؟ نعم ولا شك، مما يطرح سؤالا آخر: هل سيضر ذلك الإسلام؟
برأيي أن هؤلاء الصغار، الذين هم لديّ في منزلي والذين هم مسؤولون مني كما أنكم مسؤولون أمام الله عن صغاركم، يحتاجون منا لأن نحدثهم قليلا عن الإسلام وقيمه الأعمق من أي قيم أخرى، إن هذا هو فقط سلاحنا الوحيد لنبقي الإسلام خيارهم الوحيد.