تناول الأستاذ المساعد في قسم المالية والاقتصاد بكلية إدارة الأعمال في جامعة روتجرز الدكتور آرثر جورينو مخاطر شيخوخة السكان، وتأثيراتها الحتمية على مستقبل الاقتصادات العالمية. وفي مقالته التي نشرها موقع جلوبال رسك إنسايت، وصف آرثر ظاهرة شيخوخة السكان بمصدر القلق الكبير، لأن لها  تأثيرا كبيرا على الاقتصاد المادي العالمي كالنمو الاقتصادي، وتكاليف الرعاية الصحية، وأنظمة الدعم الاجتماعي. وأكد جورينو أن على دول العالم أن تغير من نفسها كثيرا وإلا فإنها ستواجه نموا اقتصاديا بطيئا، وزيادة  في التكاليف الاجتماعية للتعامل مع شيخوخة السكان، ومع سكان كبار في السن سيكون من المتوقع أن يكون عالمنا بيتا كبيرا للتمريض يحتاج للاهتمام بالمرضى الكبار.



 تعريف المشكلة

يعرف الديموجرافيون ظاهرة "شيخوخة السكان" بأن الناس ستعيش لمدة أطول نسبة إلى التطور في الرعاية الصحية ومحاربة الأمراض المزمنة كشلل الأطفال، والملاريا ومرض نقص المناعة. ويعتمد جورينو في مقالته على توقعات الأمم المتحدة أنه بحلول سنة 2100 العدد السكاني سيصبح 11.2 مليارا، ومن ذلك 3.2 مليارات سيكونون تقريبا بحدود 60 عاما.



 مشكلة متنامية

من الناحية الإيجابية وفقا لجورينو، فإن معدل الوفيات هو أقل بأكثر من أي وقت مضى، وذلك يعود إلى أن تلك الأمراض وغيرها يمكن الشفاء منها أو السيطرة عليها. ولكن ذلك أيضا يعني أن انخفاض معدل الخصوبة الذي تمت مواجهته في الماضي كثيرا مع معدل وفيات أقل للأطفال، تقلصت العائلات.

ويرى الكاتب أن هذا جزء من ظاهرة على المدى الطويل، حيث إن معدل المواليد انخفض من .5 أطفال لكل امرأة عالميا في 1955 إلى 2.7 في 2005، وبجمع ذلك مع ارتفاع عدد الناس الأكبر من 60 عاما، إذن مشكلة شيخوخة السكان ستتزايد مع الزمن.



 برامج التأمين

يرى آرثر أن من الآثار الاقتصادية لشيخوخة السكان هو الضغط على برامج التأمين الاجتماعية، وبناء على الازدياد الكبير لمجتمع كبير في السن، كثير من المجتمعات سترفع من المخصصات لميزانية الضمان الاجتماعي.

بمعنى آخر، مقدار المال الذي سيدخل في الضمان الاجتماعي سيقلَ نسبة إلى مساهمات أقل من العمال، وأيضا إلى أن الكثير من الأموال ستذهب إلى السكان كبار السن المتقاعدين.

في أوروبا، لأجل تمويل نظام الضمان الاجتماعي 24 دولة لديها معدلات الضرائب تفوق بـ20% من أجورهم.



 رواتب التقاعد

الموقف خطير أيضا على رواتب التقاعد وفقا للكاتب، وذلك لأن عددهم في ازدياد، رواتب التقاعد تعطى لهؤلاء المتقاعدين ليستمتعوا بالحياة.

مشكلة رواتب التقاعد أن هناك انخفاضا في عدد من العمالة الشباب، وذلك أدى إلى مساهمة تمويلية أقل مما يحتم عودة مال أكثر إلى استثماراتهم، وأضف إلى ذلك حينما تكون خطط رواتب التقاعد في دولة ما تحفز العمال على التقاعد مبكرا، وبذلك تصبح رواتب التقاعد مكلفة أكثر من أي وقت مضى.



 الرعاية الصحية

 ازدياد تكاليف الرعاية الصحية بازدياد الشيخوخة السكانية مشكلة أخرى يوردها جورينو، فكلما كبر السكان في العمر، ازداد احتياجهم إلى الرعاية الصحية، كزيارة الطبيب لهم أو عمليات أو علاج طبيعي أو تنوم في المستشفى أو وصفة دواء.

وهناك أيضا ازدياد في حالات الإصابة بالسرطان، والزهايمر ومشاكل في الأوعية الدموية والقلب وكل ذلك يكلف الكثير.

مثلا في الولايات المتحدة متوقع أن الإنفاق على الصحة العامة سيرتفع من 6.7% في 2010 إلى 14.9% بحلول 2050.



 تناقص العمالة

مع ازدياد شيخوخة السكان، فإن النمو الاقتصادي سيكون متأثرا أيضا. والأهم سيكون هناك عمل أقل متاحا للمؤسسات لصنع منتجات وتقديم الخدمة.

هذا التقلص في الأيدي العاملة سيعني أنه ستكون هناك عمالة قليلة داعمة لعدد كبير جدا من المتقاعدين بما أنهم يدفعون ضرائب للضمان الاجتماعي وبرامج الرعاية الصحية والرواتب التقاعدية. إن الأيدي العاملة في العالم أجمع ستتقلص، متسببة بذلك في قلق اقتصادي سياسي.

مثلا ستعاني الهند 46% من ارتفاع في عمر الأيدي العاملة بحلول الربع من القرن المقبل، ولكن سيكون هناك نمو اقتصادي أبطأ بنسبة 9% فقط في خلال العشرين سنة المقبلة.


 


مخاطر شيخوخة السكان 

مشكلة متزايدة وتباطؤ الاقتصاد

الضغط على برامج التأمين الاجتماعية

زيادة تكاليف أنظمة التقاعد

زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية

تقلص الأيدي العاملة

 





الحلول لمواجهة الظاهرة


تغيير آليات التوظيف


إعادة هيكلة رواتب التقاعد


مراجعة تكاليف الرعاية الصحية


دراسة التأثير الاقتصادي لشيخوخة السكان


الاستعداد لمواجهة نمو اقتصادي بطيء


مواجهة الازدياد في التكاليف الاجتماعية