في وقت تتصاعد الخلافات الروسية التركية بصورة واضحة، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات، سالم المسلط، أمس، إن المعارضة تريد مفاوضات مباشرة مع النظام بخصوص الانتقال السياسي في محادثات السلام المقرر أن تبدأ في جنيف الأسبوع المقبل. مؤكدا أنه لا يمكن أن يكون بشار الأسد على رأس السلطة، لا في مرحلة انتقالية، ولا في مستقبل سورية، مشددا على أن الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري سيضيع لو بقي الأسد. وقال المسلط إن الهيئة لم تتلق بعد جدول أعمال محادثات جنيف، المقرر أن تبدأ يوم 23 فبراير الجاري، لافتا إلى أن المفاوضات يجب أن تبدأ بمناقشة الانتقال السياسي. وأضاف أن المعارضة تريد مفاوضات مباشرة واختصار الوقت لوضع نهاية سريعة لمعاناة الشعب السوري، من خلال الانتقال السياسي وما نص عليه بيان جنيف1، بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة. يأتي ذلك في وقت اختارت الهيئة العليا للمفاوضات التي تضم جماعات وسياسيين معارضين للأسد ، وفدا يضم 22 عضوا للمشاركة في محادثات جنيف.


خلافات أستانة 

أعلنت كازاخستان أمس أن محادثات السلام الجديدة حول سورية التي كان من المفترض أن تبدأ أمس في أستانة برعاية إيران وتركيا وروسيا ستعقد اليوم، وأن التأخير يعود "لأسباب فنية"، في وقت بدا أن الأمور تتجه نحو التعقيد، في ظل خلافات حول جدول الأعمال بين تركيا وروسيا، واحتجاج المعارضة على عدم التزام موسكو بتعهدات أعطتها في الجولة الأولى في يناير الماضي. وطبقا لمراقبين سياسيين فإن هناك خلافات أخرى بين الأتراك والروس ستطفو على السطح في مراحل لاحقة، تتعلق بالمناطق الآمنة، ورؤية أنقرة وموسكو بشأن الأكراد، حيث أفاد مصدر من العاصمة الكازاخستانية مقرب من أجواء التحضيرات للمفاوضات بأن جدول الأعمال الرئيسي يقتصر على المسائل العسكرية.

يذكر أن الجولة الأولى من مفاوضات أستانة، التي عقدت في 23 و24 يناير الماضي، شهت اتفاق تركيا وروسيا وإيران على إنشاء آلية مشتركة للمراقبة من أجل ضمان تطبيق وترسيخ وقف إطلاق النار في سورية. 

 


وفد مصغر


توجه إلى أستانا بعد ظهر أمس، وفد "مصغر" من الفصائل المعارضة برئاسة القيادي في جيش الإسلام محمد علوش، وقال القيادي المعارض يحيى العريضي، أحد المتحدثين باسم وفد الفصائل إلى أستانا: "ذاهبون إلى أستانا كوفد رسمي معارض لمناقشة أمر واحد فقط وهو مسألة أساسية، إذ تلقينا وعدا بأنه سيصار إلى تثبيت وقف إطلاق النار"، مضيفا "هذا ما نأمل إنجازه في حال توفر إرادة من قبل الضامنين وتحديدا روسيا".

ومن المقرر أن يلتقي وفد المعارضة ممثلين عن روسيا وتركيا والأمم المتحدة التي سبق وأعلنت أنها سترسل "فريقا تقنيا".

وأوضح رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان، أن الوفد يضم بالإضافة إلى علوش الذي ترأس وفد الفصائل في الجولة الأولى "خمسة أعضاء من ممثلي الفصائل"، مؤكدا أن الوفد سينقل رسالة مفادها "رفض التطرق إلى أي ملف سياسي في أستانا، ونقل ذلك إلى جنيف تحت مرجعية الأمم المتحدة".