الجولات الماضية كانت الأكثر صخبا في موسمنا الرياضي، فالأحداث خلالها بلغت ذروتها، بدءا من قضية انتقال الحارس الدولي محمد العويس إلى الأهلي والتي تعامل معها الملكي بثقة الكبار منهيا تعاقده مع اللاعب بقوة القانون وحصانة النظام. تاركا الصراخ والعويل لمن يجيدونه بكل اقتدار، فما حدث في هذه القضية تحديدا كان درسا بليغا وأليما في ذات الوقت لكل من لا يحترم العقود والعهود والمواثيق، ويرتضي بأن يقزم ناديه وأن يجعل منه أداة في يد غيره من المنافسين، أما اللافت في هذه القضية فإن الأهلي لم يعرها اهتمامه نهائيا، والدليل على ذلك أنه تفرغ بشكل كامل لاستحقاقاته داخل المعشب الأخضر تاركا لهم نشر الغوغاء عبر أطباق الفضاء، وظهر ذلك جليا عندما تمكن الأهلي من صفع الشباب بثلاثية، قبل أن يقوم بجندلة خصمه ومنافسه التقليدي الاتحاد بعد أن أتخم شباكه بأربعة أهداف كانت قابلة للزيادة، وذلك عطفا على مجريات المباراة، والتي أعادت الأمور إلى وضعها الطبيعي في التنافس الأهلاوي الاتحادي عبر تاريخ الناديين الطويل،  حتى وإن حاول بعض إعلاميي "جيل المعاناة" قلبا وتشويها للحقائق الدامغة في هذا الإطار، وبعيدا عن لقاء الديربي وتجلي نجوم الكتيبة الملكية، يجب على الأهلاويين أن يعلموا أن مباريات الفريق المقبلة هي أشبه ما تكون بمباريات خروج المغلوب، وأن يخوضوا ما تبقى لهم من مباريات بروح وحماس وإصرار أكبر، إن هم أرادوا بالفعل المحافظة على لقب بطولة الدوري، فجميع الأجواء المحيطة بالأهلي محفزة وصحية لتقديم كل ما من شأنه إسعاد المدرج الملكي الذي ظل داعما لفريقه طوال مباريات هذا الموسم، لذا على جميع الأهلاويين تكرار ما قاموا به في الموسم الماضي من التفاف ودعم حول الفريق حتى يحقق آمال وتطلعات جماهيره العريضة، والتي تستحق أن ينثر لها اللاعبون شلالات الفرح الأخضر.