خلال العقدين الماضيين، كان كل من الغرب والعالم الإسلامي يمران بتجارب مؤلمة، وكان ألم الغرب ناتجاً عن أعمال إرهابية عشوائية يقوم بها عادة متطرفون إسلاميون عنيفون. وقال موقع (فورين بوليسي أسوسيشن) إن هذه الأفعال الشنيعة تستقطب عادة تغطية إعلامية مكثفة ومتطرفة تصورها على أنها تهديد وجودي؛ الأمر الذي يخلق مشاكل أكثر مما يخلق حلولاً. الألم الذي يتعرض له العالم الإسلامي ينتج عن مزيج من أعمال الاستغلال والموت والدمار، والتي يقوم بها لاعبون خارجيون أو محليون.


تلطيخ السمعة

على هذه الخلفية، يتم طرح سؤال من أهم الأسئلة التي تواجهها الإنسانية اليوم: هل القيم الإسلامية تتوافق مع القيم الغربية؟ يؤكد موقع (فورين بوليسي أسوسيشن) أن منظومتي القيم الإسلامية والغربية أكثر تطابقاً مما يعتقد الكثيرون. ويركز الموقع على بعض الذرائع التي يسوقها الذين يكرهون الإسلام بهدف عزل المسلمين، ويسلط الضوء على القيم الإسلامية التي تؤكد تطابق القيم الغربية والإسلامية في كثير من القضايا. يرى الموقع، أن جهاز الدعاية لدى المحافظين المتشددين يكرر باستمرار محاضرات معادية للمسلمين، وأن الاستماع إلى هذه الدعاية يجعل العقول الساذجة تحمل انطباعاً بأن المسلمين اخترقوا المؤسسات الأميركية، وأن جيوش المسلمين على وشك الاستيلاء على الولايات المتحدة واستبدال الدستور بالشريعة الإسلامية.


التعاليم المقدسة

ينص القرآن الكريم والسنة الشريفة على أن المجتمع المثالي يطبق الإرادة الإلهية ويؤسس العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للجميع، وتؤكد الشريعة الإسلامية على أهمية النظام والتفاوض من أجل الوصول إلى المصالح المشتركة، حتى مع الشعوب التي تنتمي لأديان أخرى. ويؤكد الإسلام على أهمية أن يكون القائد جديراً بالثقة وعادلاً وحكيماً، كما يؤكد الإسلام على أهمية رعاية القيم الروحية والأخلاقية لدى المواطنين، لكن بناء الدولة الحديثة بمؤسساتها الداخلية يقع ضمن مجال المعاملات الإنسانية. ويؤكد موقع (فورين بوليسي أسوسيشن) أنه، عكس المفاهيم الشائعة، فإن الدين الإسلامي يرتكز على مبدأ الشمولية والجماعية، فالمسلمون لا يعبدون رب المسلمين، بل رب العالمين. لكن المشكلة هي أن المسلمين بشكل عام لا يمثلون دينهم بشكل جيد.