أثار سؤال ما هي الترجمة؟ في أدبي المدينة المنورة أول من أمس تساؤلات عدة وآراء متباينة حولها، ووصمِها بالنقل وقتل كاتب النص الأول، وما يعتري النقل من الثقافة الأصلية إلى الثقافة المنقول إليها من أمانة وخيانة من قبل المترجم. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها أستاذ الدراسات المشارك وعضو هيئة الدراسات العليا بجامعة طيبة د.وليد بليهش العمري، وقدمها محمد الصفراني.


ضعف مؤهلات

أشار العمري إلى أن المترجمين جحافل يعملون في الخفاء بسبب الهزال الذي تعاني منه مؤهلات الترجمة، وعدم وجود جهة لاعتمادها، وأضاف أن الترجمة في المملكة سوق غير مقننة، مما أفرز ثنائية الأمانة والخيانة في نقل النصوص من ثقافة إلى أخرى، مضيفا، أن الترجمة ليست عملا بريئا، بل عمل سلطوي بسبب ما يعتري النقل من تغييرات قد تأكل لحم النص، وتميت الكاتب الأصلي، مشيرا إلى أن أسبابا عدة أسهمت في دفع الترجمة إلى حافة النقاشات الجادة، منها المجتمع المحافظ، وبذرة من نسق غير محافظ، وكذلك بسبب إفرازها لحركات عدة أيام المأمون، من علوم دخيلة وعلوم فلسفة وعلم الكلام، والزندقة، وحتى ظهور الماركسية التي كانت الترجمة مطيتها.

سيد النص

ذكر العمري أن المترجم المصري مصطفى ماهر الذي وصم بأنه خائن لترجماته العديدة، وتغييره في أصل المنقول، موردا مثالا آخر وهو مترجم رباعيات الخيام الذي اعترف أنه حسّن على العروض الفارسي لتستسيغه الذائقة الغربية، موضحا أن القرآن تم الكذب عليه في ترجمته إلى لغات أخرى وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر. متطرقا إلى عصر التنوير وحنكة المستعمر الذي يترجم نصوص ثقافة البلد المراد استعماره، مؤكدا أن المترجم ليس عبداً للنص بل هو سيد له، حيث يبتلعه ويهضمه ويخرجه بصورة جديدة، ومشيرا إلى أن الكذب في الترجمة يأتي على أشكال وألوان عدة. مبينا أن موقع جوجل ترانزليت والذي يعود له 50 مليون شخص يومياً، من المواقع المعرضة للخطأ في الترجمة وتمت مقاضاته من عدة جهات.