في الواقع، أنا لست في حاجة إلى أن أقول للأميركيين، عندما يسألونني عن هويتي، إني مهاجر: فإن لهجتي تجيب عن ذلك.
وعندما كان الأميركيون يسمعونني أتحدث، على مر السنين، كانوا يسألونني عن أصل بلدي، وكنت ما أفكر فيه حينها أنني أميركي. ولكن منذ أن تولى دونالد ترمب رئاسة البيت الأبيض، راودتني مجموعة جديدة من الأسئلة: أهمها ما الذي يمكننا القيام به لحماية ومساعدة المهاجرين واللاجئين الجدد في مدننا ومدارسنا؟.
عندما كنت في التاسعة من عمري نزحت مع عائلتي من أوكرانيا إلى النمسا لنعيش فيها كلاجئين قبل أن نأتي أخيرا إلى الولايات المتحدة.
ولقد كنت صغيرا بما لا يكفي لأستوعب سريعا أنه حتى في أرض المهاجرين، أن المهاجرين ليسوا في موضع ترحيب مستديم.
ولكن، أي مولود في أميركا، بغض النظر عن ظروفه الفعلية، فإنه يتمتع بميزة أكثر قوة من الذين لا يستطيعون التحدث باللغة الإنجليزية، وأن وطنيتهم غير مؤكدة.
ومعنى ذلك، أنه لحظة أن يتحدث المهاجر الإنجليزية بطلاقة، فإنه لا جدال في اعتباره مواطنا أميركيا، ويدخل في نطاق المساعدة، وبالتالي يختفي الخلل.
إن أبسط مسار لمساعدة المهاجرين بفاعلية، هو تجاهل الهجوم والوقوف إلى جانبهم لمعالجة أمورهم، سواء أكانوا رجالا أو نساء.
وينبغي أن تقدِّم نفسك إليهم دون أن تسألهم "من أين بلد أتيتم؟"، إنها مسألة حساسة، خصوصا الآن، مع حظر دخول مسلمي بعض الدول.
وبالطبع، هذا لا ينطبق فقط على أولئك الذين هم في الولايات المتحدة بصورة غير شرعية: فبغض النظر عن كيف وصلوا إلى هنا، فإن معظم المهاجرين يدركون تماما أنهم ليسوا "آينشتاين"، ولا هم بفنانين نالوا الجوائز أو عباقرة كمبيوتر أو من نشطاء الأمن القومي الأميركي.
عندما تم اعتقال أصحاب البطاقة الخضراء والمترجمين العراقيين الأسبوع الماضي، أدرك الأميركيون أن المهاجرين لن يكونوا مواطنين حقيقيين ما لم يحصلوا على الجنسية، وأن إقامتهم قد تتعرض للخطر في أي لحظة. ولذا فإن الأولوية العظمى للمهاجر هي تجنُّب أن يلفت انتباه الآخرين إليه مهما كلف الأمر.
ومما تقدم ذكره، يبدو أن حاجز اللغة هو المعوِّق للمهاجر. وإن كلمة "حاجز" ليست قوية بما فيه الكفاية: فعندما لا تتحدث الإنجليزية بطلاقة، تبدو كما لو كنت قد أصبت بجلطة دماغية منهكة. والأسوأ من ذلك، عندما لا تستطيع توصيل أفكارك إلى من حولك، فلن يكون لديك أي مقام في مجتمعهم، ولا تساوى شيئا ذا قيمة في نظرهم.