قالت صحيفة "فرنكفورته ألغيماين تسايتنغ" الألمانية، إن عددا من النشطاء الأتراك المسلمين في ألمانيا، باتوا يمثلون دورا كبيرا داخل حزب "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" الذي تتزعمه المستشارة الألمانية الحالية أنجيلا ميركل، في وقت أثارت فيه هذه الخطوة الجدل داخل قواعد الحزب التقليدية وخارجه بسبب الخلفية الإسلامية التي يتبناها هؤلاء الناشطون.

وأشار التقرير إلى أن المبادرة التي يتزعمها الشباب التركي داخل الحزب تدعى "مسلمون في الاتحاد"، تهدف إلى لم شمل المسلمين والمسيحيين المحافظين في ألمانيا، وحضر حفل إطلاق المبادرة قرابة 30 ألفا من قواعد الحزب المسيحي، في وقت توترت فيه العلاقة بين تركيا وألمانيا العام الماضي على خلفية تقديم برلمان الأخيرة مشروعا يتعلق حول مزاعم ذبح الأتراك الأرمن في القرن الماضي.

ولفت التقرير إلى أن الشباب النشط في هذه المبادرة، يهدف إلى تعليم المسائل المتعلقة بالدين الإسلامي والتي فهمت بالخطأ على أيدي مسلمين متشددين، بالإضافة إلى دعم المسلمين الألمان والجالية المسلمة، مبينا أن أنصار هذه المبادرة ينفون أي توجه سياسي لهم.

التنوع الديني

أوضح التقرير أن صاحب المبادرة جيهان شكور التحق بحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي بعد أن عارضه كبار الشخصيات في الحزب منذ البداية، إلا أن الأمين العام الحالي للحزب بيتر تاوبر، أكد على ترحيب الحزب بجميع الأديان والطوائف والجنسيات.

وأشار التقرير إلى أن الحزب المسيحي كان يتبنى سياسة مناهضة يمينية للمهاجرين ويرفض إعطاء الجنسية المزدوجة، وذلك إبان تزعم المستشارين هلموت كول ورولاند كوخ في العقود السابقة.

وبين التقرير أن مبادرة الشباب الأتراك، تسعى لتكوين علاقات مع غير المسلمين في ألمانيا، والدفاع عن الجالية المسلمة، بالإضافة إلى تسويق فكرة التنوع الديني والعرقي داخل الحزب، في وقت تتوافق فيه أفكار أصحابه مع أفكار القواعد التقليدية للحزب في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والرعاية الصحية وغيرها.

وخلص التقرير إلى أن التنوع المثري داخل الأحزاب الألمانية، من شانه أن يسهم في تجاوز الواقع الحالي الذي يقصي المسلمين أو الذين يتبنون آراء مختلفة، في وقت تدافع بعض الشخصيات عن المنظمات الإسلامية بشكل أشبه باللوبيات، وهو أمر يعطي غطاء دينيا لتمرير الأجندات السياسية المختلفة.