في وقت تستعد فيه شركة أرامكو السعودية لطرح الاكتتاب العام الأولي  والذي من المتوقع أن يكون الأكبر في العالم من حيث القيمة، طرحت الشركة أخيراً ثلاثة أنواع من زيوت الأساس تحمل علامتها التجارية، وهي: "أرامكو ديورا، أرامكو بريما و أرامكو ألترا"، من أجل دخولها السوق العالمية لزيوت الأساس.

يأتي ذلك ضمن جهود أرامكو لتحقيق أقصى قيمة من المنتجات النفطية، وكذلك تحقيق التكامل في قطاع التكرير والتسويق. ويرى خبيران نفطيان، لـ"الوطن"، أن قيام أرامكو السعودية بطرح منتجات نفطية للسوق هي خطوات تسبق خصخصة الشركة.



قبل التخصيص

قال الخبير النفطي الدكتور فهد بن جمعة، أن شركة أرامكو تسعى لتنويع منتجاتها النفطية، إضافة إلى أن طرحها أخيراً لمنتجات نفطية تحمل علامتها التجارية يعتبر خطوة تسبق التخصيص وطرح الاكتتاب، مضيفاً، أن الشركات المملوكة للحكومة غالباً ما تقوم قبل مرحلة التخصيص بعمليات جاذبة كتنويع منتجاتها وجعلها أكثر جذباً، وأيضاً تخفيف تكاليف التشغيل.



مستهلك نهائي

يرى الخبير النفطي الدكتور راشد أبانمي، أن توجه شركة أرامكو لطرح منتجات جديدة للأسواق ليكون لها تواجد لدى المستهلك النهائي، موضحاً أنها خطوة من المفترض أن تكون الشركة قد قامت بها منذ فترة طويلة. وأشار أبانمي، إلى أن هذه الخطوة تسبق خطوة طرح جزء من أسهمها للاكتتاب أيضاً، مبيناً أن المنتج النهائي هو ضرورة لابد منها لتثبت وجودها لدى المستهلك النهائي، وأن ما قامت به أرامكو يعتبر مجاراة للشركات الكبيرة الأخرى المماثلة.

وعن مدى نجاح أرامكو من عدمه في ذلك، يرى أبانمي أن ذلك يعود لعدة أمور اقتصادية  منها وتسويقية.

وأشار أبانمي، إلى أن السوق  المحلية وأسواق منطقة الشرق الأوسط والسوق العالمية هي الأسواق المستهدفة من قِبل شركة أرامكو السعودية لطرح منتجاتها النفطية، والمستهلك النهائي هو المستهدف في التفاعل مع منتجات الشركة، معتبراً أن أي منتج جديد يعتبر إضافة للقيمة السوقية للشركة.



محطات للبنزين

أوضح أبانمي، أن الدخل الناتج لشركة أرامكو نتاج طرحها لهذه المنتجات سيكون مختلفاً لأن هذه الزيوت لن تكون مدعومة من قِبل الحكومة وسيكون البيع بالسعر العالمي، وتحديد الدخل الناتج عن تلك المنتجات الجديدة يتطلب العديد من دراسات الجدوى ومعرفة الكمية المنتجة والمصافي المستهدفة. وعن مدى الخطورة في هذه العملية أضاف أبانمي: "أن عملية بيع هذه المنتجات عملية معرضة للربح والخسارة إلاّ أنه بالنظر إلى الخسائر نرى أن نسبتها ضئيلة خاصة لشركة بحجم شركة أرامكو السعودية وبخبرتها". وبيّن أن سعر تكلفة بيع هذه المنتجات يخضع لعدة اعتبارات وهي: "الكمية، والتقنية المستخدمة، والمواد الكيميائية المكررة والمستخدمة". لافتاً إلى أن على أرامكو السعودية أن تبدأ بإنشاء محطات بنزين باسمها لتكون حينها السلسلة مكتملة.