استبقت موسكو مؤتمر جنيف4 المقرر انطلاقه غدا باتهام المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا بإفشال المؤتمر قبل أن يبدأ. وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف إن دي ميستورا لم يتمكن من تأمين وجود كافة جماعات المعارضة في جولة جنيف المقبلة، وأدى هذا الموقف إلى أن قسما من المعارضة - وعلى سبيل المثال قائمة موسكو - لن يشارك في المفاوضات، مشيرا إلى أن الدعوة للمشاركة في المفاوضات لم توجه كذلك إلى ممثلين عن أكراد سورية، وهو أمر تصر موسكو عليه منذ سنوات طويلة. ويأتي هذا التصريح الروسي المفاجئ قبيل ساعات من بدء لقاء جنيف بين ممثلي نظام بشار الأسد وممثلي المعارضة السورية، وكذلك على خلفية تقارير تشير إلى رغبة موسكو في إفشاله.

إملاء شروط

بينما كثفت قوات النظام السوري، أول من أمس، قصف أحياء تحت سيطرة الفصائل المعارضة  في أطراف دمشق، في تصعيد اعتبرته المعارضة "رسالة دموية" تسبق مفاوضات جنيف، ألمح مراقبون روس إلى أن المشهد الذي يتشكل عشية انعقاد المؤتمر، يشير إلى أن الفشل يحيط باللقاء من كل الجهات، وقد أصبح من مصلحة روسيا نفسها إفشاله بعد أن كانت تحاول استباقه بلقاءات أستانة لإملاء شروطها في جنيف. لكن التحولات الأخيرة في مواقف تركيا وإيران، وإصرار نظام الأسد على إفشال كل المساعي الدولية والإقليمية، وضعت موسكو في مآزق كثيرة ودفعتها لإعادة الكثير من حساباتها. ولكن واشنطن، ووفق كل المؤشرات، لن تمنحها أي فرصة لعمل ذلك أو لإجراء أي مناورات. الأمر الذي قد يدفع الروس إلى اتخاذ مواقف أكثر تشددا في ملفات كثيرة. وحسب المراقبين فإن الأهم والأخطر، هو عدم نزول المبعوث الأممي على رغبة موسكو بمشاركة الأكراد في لقاء جنيف، وهو الأمر الذي يواجه خلافات شديدة بين موسكو وأنقرة.



مناورات سياسية

عشية انعقاد جنيف4، قالت تقارير إن إيران في مأزق حقيقي، يدفعها للتمسك أكثر بنظام الأسد، كورقة ضغط تسمح لها بمساحة ضئيلة في مناورات واسعة مقبلة بين الكبار، مشيرين إلى أن طهران ستنتهج مواقف متشددة، والإدلاء بتصريحات عدوانية "ساذجة"، واللجوء للمزيد من الشائعات وإطلاق الأخبار والمعلومات الكاذبة والتضليلية.