إبرام إكس كندي
أعلن دونالد ترمب خلال خطاب تنصيبه، "عندما تفتح قلبك للوطنية، ليس هناك مجال للتحيز". ولكن يبدو أن فتح قلوبنا للوطنية لن يحل مشكلة الأفكار العنصرية. وأن افتقار الحس الوطني ليس من جذور الأفكار العنصرية، وليس من الجهل والكراهية، كما يتم تدريس الأميركيين في كثير من الأحيان خلال "شهر تاريخ السود"، الذي يُحتفل به في فبراير من كل عام.
وخلافا للمفاهيم الشعبية، فإن الجهلاء والحاقدين لم يكونوا وراء إنتاج وإعادة إنتاج الأفكار العنصرية في أميركا. وإنما تأتي الأفكار العنصرية عادة من بعض ألمع العقول الماكرة في كل عصر، علما بأنهم عموما لم ينشروا تلك الأفكار العنصرية كرها في السود.
في كتابي الجديد "مختوم من البداية،" سجلتُ تاريخا كاملا من الأفكار العنصرية، من أصولها في القرن الـ15، من خلال الحقبة الاستعمارية عندما حمل المستوطنون البريطانيون الأوائل تلك الأفكار العنصرية إلى أميركا، حيث انتشرت واستمرت حتى القرن الـ21. وقد ميَّزتُ بين منتجي الأفكار العنصرية المؤثرين، وبين الممارسين لها. وقمتُ بدراسة الدوافع والظروف التاريخية التي أدت إلى إنتاج الأفكار العنصرية، ولماذا تُنتج تلك الأفكار العنصرية في وقت مُعيَّن، وكيف أثرت على أميركا.
لقد ذكرت مرارا وتكرارا أن الأفكار العنصرية لم تولد وتنشأ في مهد عقول جاهلة أو حاقدة أو غير وطنية، بل إنها نتاج رجال ونساء أقوياء لهم أفكار رائعة عن العنصرية لتبرير وضع سياسات عنصرية في عهودهم، ومن أجل توجيه اللوم للتفاوت العرقي، بعيدا عن تلك السياسات المتعلقة بالسود.
المفهوم الشائع أن الجهل والكراهية يقودان لأفكار عنصرية، وأن تلك الأفكار العنصرية تنشئ السياسات العنصرية، وهذا مفهوم تاريخي إلى حد كبير. لكن في الحقيقية أن التمييز العنصري له علاقة عكسية أدت إلى الأفكار العنصرية التي أدت بالتالي إلى الكراهية عن جهل.
وأوضحت في بحثي: أن الوحدة العرقية مستحيلة عندما تكون هنالك فوارق عرقية تحتفظ بسياسات عنصرية تبررها أفكار عنصرية. لقد كانت الأفكار العنصرية دائما مثل الجدران التي بناها الأميركيون الأقوياء لإبقائنا منقسمين، وهذه الجدران الطبيعية هي التي جعلت انقساماتنا العرقية وعدم المساواة بيننا شيئا طبيعيا.
الأميركيون بحاجة إلى العدالة التي تحترم وتحمي النساء والرجال من ذلك الخطر المكتسي بزي السواد. وعندها فقط، ستتوافر لديهم فرصة العيش معا وفي وحدة متكاملة.
* أستاذ مساعد في تدريس التاريخ بجامعة ولاية فلوريدا – مجلة (نيوزويك) – الأميركية