أجمع سياسيون ونشطاء إيرانيون على أن انتشار الفقر، سيؤدي إلى تدمير الطبقات الاجتماعية في إيران، متهما الحكومة بترسيخ حالات التمييز بين الطبقات والفئات الاجتماعية في البلاد، لافتين إلى أن تزايد الفقر تسبب في استفحال حالات الاتجار في السلاح وإدمان المخدرات. وقال النائب في البرلمان، أحمد جوباني، إن إقليم كردستان الإيراني يعاني من الفقر وانتشار الأمراض وتفشي حالات الإدمان والانتحار، موضحا أن الحكومة لم تشجع على الاستثمار في الإقليم، مما تسبب في ارتفاع نسبة البطالة وانتشار الأمراض وتزايد حالات الطلاق والانتحار. وكانت مواقع إصلاحية قد أعلنت عن انتحار الناشطة مهديس مير قوامي، بعد يوم واحد من إطلاق سراحها من السجن، كذلك اعتقال الأجهزة الأمنية للناشطة فرزانة جلالي، ونقلها إلى مكان مجهول.



إدمان وانتحار

أكد الناشط الإيراني، محمد عبداللهي، أن انتشار الفقر في إيران تسبب في ظهور تجارة الأسلحة في مدن إيرانية متعددة، مبينا أن مهنة بيع الأسلحة الشخصية انتشرت في العاصمة طهران وباقي المدن، حيث يلجأ قطاع من الشباب إلى جلب الأسلحة من دول مجاورة عن طريق التهريب، فيما تقوم جماعات أخرى بصناعة المسدسات والأسلحة الخفيفة في مدن أخرى، لافتا إلى أن أجهزة الأمن اعتقلت مؤخرا خمسة أشخاص من المتاجرين بالأسلحة في منطقة «نام رودان» القريبة من الحدود الأفغانية.

من جانبها، ترى الناشطة زهراء سليمي أن المجتمع بدأ ينسج له حزبا جديدا بعيدا عن الأحزاب الحالية، بسبب الفقر والحرمان وانتشار حالات البطالة والانتحار، مشيرة إلى أن الشعب الإيراني عبر في جنازة رفسنجاني عن تلميحات خطيرة بالانتماء في حزب يدعى «نداء إيران» يرفض سياسات الأحزاب الموجودة حاليا، ويتطلع للسلام مع الجميع، مؤكدة أن الشعب يريد الحرية والعيش بسلام بعيدا عن التشدد.



 تأخر الرواتب

شهدت عدد من المحافظات، مع قرب ما تسمى بـ«أعياد النوروز»، احتجاجات عمالية متواصلة لعدم استلام رواتبهم، حيث شهدت محافظة أصفهان تجمعا احتجاجيا أمام مبني المحافظة احتجاجا علي عدم استلام الرواتب لعدة أشهر، كما نظم عمال الحديد في الأحواز تجمعا احتجاجيا أمام نقابة العمال في المحافظة للمطالبة بدفع رواتبهم المتأخرة منذ خمسة أشهر. وفي نفس السياق تشهد ساحة البرلمان الإيراني في بهارستان تجمعات احتجاجية يوميا، لطوائف إيرانية مختلفة من المجتمع الإيراني للمطالبة بحقوقهم، حيث تجمعت أعدد كبيرة من عمال صناعة الألمنيوم والحديد احتجاجا علي عدم استلام حقوقهم، فيما شهدت ساحات البرلمان، أول من أمس، تجمعا لعائلات المسجونين للمطالبة بإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق أقاربهم واستبدالها بأحكام أخرى.